سلامٌ عليكَ في قلبي و أنت أول المَنافي وأخرها.. سلامٌ علي طيفكَ المُهاجر مع عصافيرِ صَدري إلي آخرِ حدود الشوق، الرابض علي حِصون قَلبي مانعًا غيرك من المساسِ به .. فأنتَ تجمعُ في نَفسي تيهَ الظِنون و يقينَ الصوفي وحشةَ الغائب و رقةَ المُحب و قسوة المَجهول و فوق هذا كله تجمعُ إيمانًا مُتفلت من بين يدي و شعور لا يهبِني غيركَ إياه لا أدري كُنهه علي وجهك الدقة ولست بحاجة لتفصيل له ،فقط لأنكَ تعلمه مثلي تمامًا .. سلامٌ علي كبريائِك الذي أسكنتَه مَسكني و وَهبته ما حرمتني، أخبرُه أنه بلا فائدة كشارةِ نصرٍ علي معركة مَحسومة قبل خوضها بالفوز، أخبره أنّ وجودَه بلا داعٍ فصاحبه عزيزٌ في نفسي في كلِ أحواله، إلا إذا جَردني من عزتي وحاشاه أن يفعل ! .. سلامٌ عليكَ غائبًا و أنتَ الحاضرُ رُغم كل شئ، فحضوركَ في روحي أغابَ ما عداك ،و هونّ في نفسي ما لا تعلم .. سلامٌ عليكَ في أشدِ أيامي حَلكة و لم يكنْ هُناك سنا فيها سوي طيفك ، سلامٌ عليكَ خيالاً في واقع شحيح قاسٍ ..