لسمار الليل !
أتساءل أحيانًا، لمَ يكتب الناس، لمَ هم مجبرون على الثرثرة، لمَ هم مجبولون على الحديث؟!
يتراءى لي كأن الشعور يعمل في النفس عمل الشحنة الموحبة الفاعلة، التس تهز ذرات الجسم فتُفقده إتزانه، كله أو بعضه، فتتركه في حالة من عدم الإستقرار، حالة يعرفها كل من درس الكيمياء، ولابد حينئذ للكيان الإنساني أن يطرد شيئًا منه كما تطرد الذرة إلكترونًا لمدار ذري أعلى كي تستعيد إستقرارها، فلا تجد أخف من الكلمة فتلقيها تتخفف بها مت حرارة الشعور وإهتزازه.
والنفس لا تحب المباشرة، ولا الإنفضاح، ولذا تعمد كثيرًا للتعبير عن شيء بضده، فتعبر عن الخب بالبغض، وعن اللقاء بالهجر، وعن الرغبة بالممانعة ولذا فإن المستبصر وحده قادر على رؤية الحقائق المخبوءة في الكلمات المنثورة.
إن الذين يكتبون إنما هم أناس يبحثون عن هدأة كهدأة المرأة الجالسة على قارعة الطريق تبيع ما تتزود به لتسكت نداءات بطنها.
يتراءى لي كأن الشعور يعمل في النفس عمل الشحنة الموحبة الفاعلة، التس تهز ذرات الجسم فتُفقده إتزانه، كله أو بعضه، فتتركه في حالة من عدم الإستقرار، حالة يعرفها كل من درس الكيمياء، ولابد حينئذ للكيان الإنساني أن يطرد شيئًا منه كما تطرد الذرة إلكترونًا لمدار ذري أعلى كي تستعيد إستقرارها، فلا تجد أخف من الكلمة فتلقيها تتخفف بها مت حرارة الشعور وإهتزازه.
والنفس لا تحب المباشرة، ولا الإنفضاح، ولذا تعمد كثيرًا للتعبير عن شيء بضده، فتعبر عن الخب بالبغض، وعن اللقاء بالهجر، وعن الرغبة بالممانعة ولذا فإن المستبصر وحده قادر على رؤية الحقائق المخبوءة في الكلمات المنثورة.
إن الذين يكتبون إنما هم أناس يبحثون عن هدأة كهدأة المرأة الجالسة على قارعة الطريق تبيع ما تتزود به لتسكت نداءات بطنها.