@iosakran

إبراهيم السكران

قطعت شوطاً في حفظ الزاد "ولا تصح الصلاة في مقبرة.." مع أصحاب ولنا أيضا دروس أخرى نحضرها منذ مدة وأعلن عن برنامج أعجبني جدا في التأصيل العلمي كيف أوفق بين ما أنا فيه وفائدة هذا البرنامج؟؟ (إن شئتم أرسلت لكم رابطه)

الحمد لله وبعد،،
وردتني أسئلة كثيرة جوهرها ذات هذا السؤال، مع إضافات أخرى حول سؤال المنهجية في طلب العلم، وطلب المقارنة بين بعض المتون في العلم الواحد، الخ.
وطريق المنهجية في طلب العلم نُشِر حوله الكثير.
وبكل صراحة لم يعد الخطر من غياب المواد في هذا الباب، بل الخطر الحقيقي المحزن هو: وقوع كثير من المبتدئين في ما يمكن تسميته "دوّامة الترحّل"، أعني الاستغراق في المقارنة بين مسالك التأصيل ومناهج التحصيل وبرامج التكوين، والتشتت والتردد بينها.
ثم التنقل بينها بعد قطع شبر من كل طريق، حتى يمضي العمر.
وما تلقيت من أحد مثل هذا السؤال إلا وضعت يدي على قلبي خوفاً من أن يكون السائل ممن اختلسته "دوّامة الترحّل" في سؤال المنهجية في طلب العلم وتطلّب سراب المقارنات بين المتون والكتب المقررة.
اختر برنامجاً واحداً بعد الاستخارة والاستشارة، ثم سد أذنيك عن كل همس آخر حول طرائق التحصيل والتأصيل والتكوين والبناء العلمي، وحين تنتهي من متنك ودرسك ستحمد السّرى بإذن الله، وسيعض أصابع الندم كل من أرخى سمعه لإذاعات المقارنات التحصيلية.
فالمقارنات تبحث في فروق الكمال، والعازم الحازم يبني الأسس، وليس زمن الابتداء هو توقيت تتبع فروق الكمالات، وإلا صار كمن يبحث عن الحلي لذراع ينزف، هو في حاجة لضماد أولاً.
والطالب الذي يتخرج هو من يختار كلية من كليات الجامعة ويدرس فيها ويستمر حتى ينتهي، وأما من يسجل كل فصل دراسي في كلية جديدة، فهذا يمضي الزمن وهو لم يصنع شيئاً.
والفلاح الذي يزرع بذره في كل أرض ثم يستخرجه ويضعه في أرض أخرى يتفاجأ نهاية الموسم والناس قد امتلأ جرينهم بالحصاد وهو مازال يسأل عن أطيب أرض للزرع!
فـ"دوّامة الترحّل" هذه تكاد تكون أعظم مكايد الشيطان على طالب العلم المبتدئ، حتى ينقطع عن العلم ويرتكس في ظلمات الجهل، على مسلكه في أحابيله وهي "الطريقة الخطواتية" كما قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}.
وقد استنبط فقيه العصر ابن عثيمين هذه المنهجية من قول الله { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه في نصيحة علمية عميقة شديدة الأهمية:
(كثير من الناس يرى المصلحة في شيء ويعزم عليه ثم يتردد فيكون مذبذباً، ويُؤْثر عن عمر بن الخطاب كلمة نافعة جداً، وهي قوله "من بورك له في شيء فليلزمه" كلمة عجيبةٌ لو توزن بالذهب لوزنته، ولنضرب لهذا مثلاً بحال طالب العلم الذي شرع في دراسة كتاب، ووجد أنه يستفيد وينتفع، فنقول له "الزم هذا وأكمله"، ولا تقل: هذا كتاب مختصر قليل، كمن شرع في مطالعة كتاب "زاد المستقنع"، ورأى فيه بركة وانتفع به، إلا أنه لم يكمله، وقال لا يكفي هذا، أريد أن أطالع "الإنصاف"، ثم قال: لا يكفي هذا، أريد أن أطالع "المغني"، هذه طريقة غير مجدية، بل إذا بارك الله لك في شيء فالزمه حتى لا يضيع عليك الوقت..، فهذه المسألة ينبغي للإنسان أن يجعلها على باله في تصرفاته في العلم وفي الدنيا أيضاً، وهذه نأخذها من قوله: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ})[ابن عثيمين، تفسير آل عمران، دار ابن الجوزي، ص2/374]
وضرب ابن عثيمين أيضاً مثالاً لهذه المنهجية الحازمة مع النفس في مطالعة الفهارس، وأكد الاستنباط بحديث عتبان "أين تحب أن أصلي من بيتك" فليراجع الموضع من تفسيره، وذكرها أيضاً بسياق آخر في مجموع خُطَبِه.
والله أعلم،،
❤️ Likes
show all
wafaaasb22’s Profile Photo bennane_amina22’s Profile Photo moohrah6’s Profile Photo Joharahabdullah’s Profile Photo YassineHachim01’s Profile Photo Abotaml’s Profile Photo ybaab’s Profile Photo abdalfatah2012’s Profile Photo

Latest answers from إبراهيم السكران

أين يقع سؤال النهضة في أدبيات رواد الصحوة الإسلامية في الخليج ؟ هم يبدون تقبلا للنهضة مالم تخالف الهوية .. لكن لا يبدو أنهم يمتلكون رؤية لصناعة نهضة وانبعاث كما يمتلكون رؤية للحفاظ غلى الهوية والأخلاق ..

التفريق بين النهضة والهوية بهذا الشكل من اختراعات مؤرخي الحداثيين لتشويه الإسلاميين وسرت إلى كثير من الناس، الإسلاميون كما قرأت لهم ليس حديثهم فقط عن الهوية بل حديثهم يدور حول انتصار الإسلام وتحقيق العبودية لله وتحكيم الشريعة الخ، والإسلام والعبودية والشريعة الخ معنى كلي شامل يتناول الشعائر والمعاملات والعدل والأخلاق وإعداد القوة الخ.
فالنهضة بالنسبة للإسلاميين جزء من معنى الهوية، والهوية بالنسبة لهم تتطلب النهضة لتقوم.
وقد شرحت هذا بتفصيل في كتاب مآلات الخطاب المدني، يمكنك تحميله من هنا:
http://www.saaid.net/book/9/2444.pdf

شيخنا بارك الله فيك , اريد سؤالك هل بإمكان شاب أن يصبح عالماً بدون أن يثني الركب بين يدي العلماء ؟ إن كان نعم كيف السبيل إلى هذا ؟

أهل العلم كالمجمعين على أن التلقي عن الأشياخ من أهل المعرفة والديانة كالأصل في العلم، فإذا تعذر هذا وعجز طالب العلم عنه فيمكنه التعويض بالسماع والقراءة والمباحثة والمدارسة والتواصل والمراسلة العلمية.

السلام عليكم، أنا طالب في كلية الشريعة، وطموحي وزملائي التفقه على المذهب وضبطه، فصرنا نحفظ القدر المطلوب منا في الزاد ونتفهم شرحه في الروض ونستعين بالشرح الممتع على ذلك، لكننا لا نعلم ما هي الخطوة التالية، وما هو الكتاب الذي ندرسه بعد إتقان كتاب الطهارة في الروض مثلا، ماهي الخطوة التالية؟ نصيحتك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
الخطوة الضرورية والواجبة الآن أن لا تشغل نفسك بالكتاب القادم، واصل دراسة الزاد كله بالتفهم والضبط، واصرف ذهنك عن جدل المنهجيات، وإذا انتهيت اسأل أهل العلم وستدرك الطريق بنفسك. واعلم أنه لا يحترق حطب الزمن بمثل إلقائه في موقد التشتت والتبعثر والتنقل والترحل. وإذا انكببت على التفهم والضبط حتى ينتهي المتن ستحمد العاقبة وسترى كيف ضيع غيرك وقته في كثرة التحول.

أنا جامعي لي ميول علمية شرعية جيدة، وقطعت شوطا جادا فيه ولدي قدرة ورغبة، والآن أعمل في محاضن التربية فتأخذ زبدة الوقت. لكن يطاردني هاجس التفرغ للعلم وما نسمعه ونقرأه من محورية التفرغ والانكباب على العلم لمريده الجاد، فأراوح فلا أدري؟ العلم أم التربية؟ أُنصَح بالجمع لكن بدأت أرى أنها دعوى غير حقيقية!

اجعل زبدة يومك للعلم وشارك إخوانك نفع المسلمين في دينهم ودنياهم ينفتح لك باب عون الله، وتذكر أن أغلب الوقت لا يذهب في الدعوة بل يذهب غالباً في الفضول فضول النوم وفضول النظر وفضول تصفح الانترنت الخ

هل خلق الله الناس سواسية في كل شيء (كالذكاء وخلافه من الصفات) ام فضل بعضهم على بعض؟ ملحوظة: لا اعترض ابدا على حكمة الله وخلقه

الخلق بينهم تفاضل معلوم بالنص والعقل والحس، والتكليف يكون بحسب القدرة، وقد مضى جواب هذا مفصلاً.

كيف يصح اسلام المقلد ولو كان ولد في بلد غير مسلم لكان كافرا متبعا لدين بلده

يمكنك مراجعة شرح حديث "كل مولود يولد على الفطرة".
وقال ابن تيمية:
(فإن الإنسان ينشأ على دين أبيه أو سيده أو أهل بلده، كما يتبع الطفل في الدين أبويه وسابيه وأهل بلده، ثم إذا بلغ الرجل فعليه أن يقصد طاعة الله ورسوله حيث كانت، ولا يكون ممن إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا "بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا"، فكل من عدل عن اتباع الكتاب والسنة وطاعة الله والرسول إلى عادته وعادة أبيه وقومه؛ فهو من أهل الجاهلية المستحقين للوعيد)

أحسن الله إليكم شيخنا. هناك أمر يحيرني كثيراً بالنسبة لطالب العلم المبتدئ، كيف يكون موقفه من أقوال المذهب التي يميل إلى أنها مرجوحة؟ كثيرة هي المسائل التي يتعارض فيها مذهبه مع قول الجمهور أو مع دليل اطمأن الطالب إليه بعد أن وازن الأدلة فما هي المنهجية الصحيحةفي مثل تلك الأحوال أفيدونا بارك الله فيكم

طالب العلم الذي ليس لديه قدرة على الاستدلال يقلد من يثق بعلمه ودينه كما كان المسلمون في القرون المفضلة يقلدون المفتين في أمصارهم، فإن كان لديه قدرة على الاستدلال ورأى قول إمام آخر أقرب للدليل من قول إمامه فيتبع القول الأقرب للدليل مع حفظ أقدار الأئمة، كما كان الأئمة المتبوعون كلهم يوصون طلابهم باتباع الدليل. فالأمر دائر مع القدرة والإمكان.
والله أعلم،،

هل هناك أدله توضح انه لايصح الحكم على القبر من ظاهره ؟ مثل بعض القبور يظهر عليها خضره فيحكم على صاحبه بالخير او العكس

القبر وأحوال البرزخ من أمور الغيب، والغيب اختص به الله، فلا نعلمه إلا بخبر منه سبحانه.
قال الله {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}
وقال سبحانه {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}
ولا يتحدث الإنسان في أمور القبور وأحوال أهلها إلا بعلم من الشارع قال الله {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
والقول بأن ظهور بعض الأعشاب على بعض القبور دليل على نعيم أهلها لا نعلم له دليلاً شرعياً.
ولكننا نرجو للمحسن الثواب ونخشى على المسيء العقاب ونسأل الله أن يشملنا بعفوه.
والله أعلم،،

شيخنا أنا طالب علم في العقد الثالث،أتجنب مشاهدة المقاطع المحزنه لما يحصل للمسلمين من إضطهاد وخاصة في الشام، لاكن أحيناً أشعر بأني على خطأ أقول لا أشارك المسلمين الهم حتى في مشاهدة هذه المقاطع! وأصبحت في حيره مع العلم أن هذه المقاطع يضيق صدري منها بحيث أقصر بواجباتي الدينية والدنيوية.

العبرة في العمل بقدر الإمكان لرفع الضر عن المسلمين من الدعاء وبث الوعي والصدقة وإطعام الجوعى وإسعاف الجرحى وإيواء اللاجئين وجهاد المعتدين بقدر الإمكان الخ، وأما مشاهدة المقاطع فهي من وسائل العلم فمن علم بغيرها لم يفتقر لها

Language: English