حيانا تبدو هذه الحياة مشوشة، نمضي فيها قدما وتذبل معها أشياء في قلوبنا.. تتعب أرواحنا وينهكنا السير لكنها تمضي بنا أو بدوننا، لكن يظل الله فينا! بنوره نرى الأشياء على حقيقتها ونستدل بطرقنا فيها.. لم يخلقنا ليتركنا! يجبر قلوبنا ويعلمنا الحكمة ويهدينا إليه، ومع كل هذا يا أصدقاء كل الأوجاع والظلمات والحيرة تنتهي..اعملوا على احياء اليقين به، فلا ندري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
هذا واقع المسلمين لما تفرقوا، تأمل أحوالهم وقد تبدد شملهم، تفرق جمعهم، تباين أمرهم، اختلفت آراؤهم، تنافرت قلوبهم، تمزقت ألفتهم، خمدت نارهم، وركدت ريحهم، بل أصبحوا غثاءً كغثاء السيل؛ كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.
وافظع من هذا وأعظم أن ترى الدماء الجارية من أجساد المسلمين الطاهرة بأيد مسلمة.
ونتساءل بكل حيرة وعجب، أيقتل المسلم أخاه المسلم بلا سبب؟ هذا الذي كان يمتنع حال إحرامه عن قتل الصيد في الحرم، بل عن تنفيره وإثارته، وهناك تراه يسعى لقتل أخيه وإبادته، دون وازع من دينه وإيمانه وعبادته.
قلب بصرك أنى شئت تر العجب العجاب، ولن ينفع العويل ولا الصراخ والعتاب.