Status..
رد فعل الناس على مشكلة التراحم والتعاطف مع شخص مخالف ليهم في السلوك أو العقيدة، كالعادة مش جديد، نفس رد الفعل..
نفسي بس الناس تعرف أن التعاطف والتراحم صفة "إنسانية أصيلة".
وأكتر شيء بيظهر فيه التعاطف الإنساني هو الموت، مفيش واقعة بتهز الكيان الإنساني أكتر من مشاهدة الموت تجاه إنسان زيه، وعلى العكس من باقي الحيوانات، فالوعي الإنساني ملعون بالتفكير في الموت بشكل دائم، باقي الحيوانات لا تمتلك القدرة على تأمل الموت، لكن الوعي والذاكرة الإنسانية لا تستطيع تخطي منظر الجثة الهامدة، والخوف الشديد من المصير دا بيصيب الإنسان بالقلق والهم الدائم لدرجة أن بعض الفلاسفة وعلماء الأنثربولجي بيقولوا أن الثقافة الإنسانية كلها -الفن والدين والفلسفة والعلم والأدب- هي رد فعل على خوف الإنسان من الموت ومحاولة لتلاشي مصيره.
لذلك الإنسان ممكن يكون قاسي في أي شئ، إلا التعاطف مع شخص ميت، لأنه باختصار شديد بيشوف مصيره ونهايته قدام عيونه، فبيشعر بالترابط والوصلة اللي بتربطه مع المتوفي، وده شعور "إنساني عميق ومتغلغل جداً"
و حاجة وحيدة هي اللي ممكن تمنع الشعور الإنساني التلقائي دا، "أي فكرة مزروعة في العقل بتقول أن هذا التعاطف سيعود عليك بضرر شخصي أو وصمة دينية أو اجتماعية"
الإنسان اها كائن عنده ميول قوية جدا للتعاون والتعاطف، بس في النهاية هو مبرمج لحب ذاته أكتر شيء، فاذا كان التعاطف مع هذا الميت هيسبب له ضرر ببساطة هيتخلى عنه.. ضرر إجتماعي مثلا أو ظنه إن هتصيبه لعنة دينة!
مفهوم الترحم مختلف عن مسألة المصير الآخروي -دخول الجنة أو النار- لأن دي مسألة راجعة للإيمان بعقيدة معينة، احنا هنا بنتكلم عن التراحم بالمعنى الإنساني العام واللي يخصنا في حياتنا وفي مجتمعنا كبشر، وفي نقطة كمان لما تتمنى لشخص مخالف لعقيدتك الرحمة على قواعد عقيدتك الشخصية اللي هو مش مؤمن بيها (يعني مثلاً شخص ملحد مات فتتمنى له يخش الجنة مثلاً بما أنك مسلم) دب حاجة تظهر أكتر صورتك الدينية بشكل أرقى..
يعني العقيدة الدينية اللي عندها قدرة على استيعاب الآخر المخالف بالرحمة أعمق بكتير من العقيدة المتوقفة عند حدود المؤمن بيها.
نفسي بس الناس تعرف أن التعاطف والتراحم صفة "إنسانية أصيلة".
وأكتر شيء بيظهر فيه التعاطف الإنساني هو الموت، مفيش واقعة بتهز الكيان الإنساني أكتر من مشاهدة الموت تجاه إنسان زيه، وعلى العكس من باقي الحيوانات، فالوعي الإنساني ملعون بالتفكير في الموت بشكل دائم، باقي الحيوانات لا تمتلك القدرة على تأمل الموت، لكن الوعي والذاكرة الإنسانية لا تستطيع تخطي منظر الجثة الهامدة، والخوف الشديد من المصير دا بيصيب الإنسان بالقلق والهم الدائم لدرجة أن بعض الفلاسفة وعلماء الأنثربولجي بيقولوا أن الثقافة الإنسانية كلها -الفن والدين والفلسفة والعلم والأدب- هي رد فعل على خوف الإنسان من الموت ومحاولة لتلاشي مصيره.
لذلك الإنسان ممكن يكون قاسي في أي شئ، إلا التعاطف مع شخص ميت، لأنه باختصار شديد بيشوف مصيره ونهايته قدام عيونه، فبيشعر بالترابط والوصلة اللي بتربطه مع المتوفي، وده شعور "إنساني عميق ومتغلغل جداً"
و حاجة وحيدة هي اللي ممكن تمنع الشعور الإنساني التلقائي دا، "أي فكرة مزروعة في العقل بتقول أن هذا التعاطف سيعود عليك بضرر شخصي أو وصمة دينية أو اجتماعية"
الإنسان اها كائن عنده ميول قوية جدا للتعاون والتعاطف، بس في النهاية هو مبرمج لحب ذاته أكتر شيء، فاذا كان التعاطف مع هذا الميت هيسبب له ضرر ببساطة هيتخلى عنه.. ضرر إجتماعي مثلا أو ظنه إن هتصيبه لعنة دينة!
مفهوم الترحم مختلف عن مسألة المصير الآخروي -دخول الجنة أو النار- لأن دي مسألة راجعة للإيمان بعقيدة معينة، احنا هنا بنتكلم عن التراحم بالمعنى الإنساني العام واللي يخصنا في حياتنا وفي مجتمعنا كبشر، وفي نقطة كمان لما تتمنى لشخص مخالف لعقيدتك الرحمة على قواعد عقيدتك الشخصية اللي هو مش مؤمن بيها (يعني مثلاً شخص ملحد مات فتتمنى له يخش الجنة مثلاً بما أنك مسلم) دب حاجة تظهر أكتر صورتك الدينية بشكل أرقى..
يعني العقيدة الدينية اللي عندها قدرة على استيعاب الآخر المخالف بالرحمة أعمق بكتير من العقيدة المتوقفة عند حدود المؤمن بيها.