عليك فهم وجهة نظري نحو الفن بصورة صحيحة، من أجل إدراك الجوهر، على المرء بذل جهد شاق و طويل، ما أريده وأهدف إليه صعب بشكل مربك، علاوة على عدم اعتقادي بأن هدفي مبالغ فيه. أريد صنع لوحات تمسّ بعض الناس، الحزن مجرد بداية، وربما بعض المناظر الطبيعية مثل شارع (ميردرفوت)، أو مروج (ريجزويك)، مبني مصنع تجفيف الأسماك يعتبر أيضا بداية بسيطة. لكن في هذا على الأقل شئ ينبع من قلبي مباشرة. كذلك عند رسم شخصية أو مشهد، كنت أتمنى التعبير من خلاله .. لا، ليس عن مشاعر سوداوية، بل عن حزن دفين. باختصار، أودّ الوصول لأبعد من ذلك، أن يقول الناس عن أعمالي: إن إحساسه عميق، ومشاعره حانية، رغم ما قيل عني من فظاظة، بل وربما بسبب ذلك أيضا. الحديث بتلك الطريقة الآن يبدو طموحا، إلا أن ذلك هو ما دعاني لدفع الأمور بكل قوة. كيف أبدو في عيون معظم الناس؟ .. شخص نكرة، أم غريب الأطوار، أم شخص كريه مزعج، شخص ليست له مكانة في المجتمع ولن يحصل عليها أبدا، باختصار، أسفل سافلين؟ عظيم جدا، إذا كان ذلك حقيقيا، عندها يجب أن أُظهر في أعمالي أن لا شئ من هذا القبيل داخل أعماق ذلك الرجل غريب الأطوار. ذلك طموحي، الذي، بالرغم من كل شئ، أُسس علي الغضب والقليل من الحب، وأُسِّس أكثر على الصفاء عن العاطفة، في الحقيقة، أنا في أغلب الأحيان، في بؤس شديد، إلا أنه لا يزال هناك بداخلي، إيقاع هادئ صاف، وموسيقى. ففي أفقر الأكواخ، وفي أقذر الزوايا، أرى رسوما ولوحات، وبقوة خارقة يتوجّه تفكيري منسحبا نحو تلك الأشياء". فنسنت - ١٨٨٨ **