say something
بين الجامعة وبيتي خمس محطات مترو،
أنهيتُ اليوم المحاضرات وركبتُه..
كان الجو هادئًا للحدّ الذي جعلني أنتبه إلى محطة في منتصف الطريق..
كانت فارغة تقريبًا، هناك مقاعد كثيرة وعدد قليل ينتظر،
لمّا فُتِح الباب؛ وجدتُني أقف وأخرج من باب العربة،
أسير بضع خطوات لمجموعة كراسي في الزاوية، أجلسُ وأضع كتبي بجانبي،
كانت آخر محاضرة لا تزال تضيء برأسي..
زوجة "سعد بن الربيع" يموت زوجها؛ فيستولي عم بناتها على الميراث،
وكانوا عند العرب لا يورثون النساء، ولا يورثون الأبناء إلا من كان فارسًا قويًا يساهم في الحروب والقتال،
ولم تكن آيات الميراث قد نزلت بعد.
أسمع الدكتور وهو يحكي؛ فأنتبه..
يُكمِل..
فتلف زوج "سعد" خمارها عليها وتأخذ بنتيها
وتذهب..
فتستأذن..
وتدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وتجلس عنده..
فتضع بناتها أمامه وتقول..
"مات سعد وأخذ عمهم المال، والفتيات لا تُنكَح إلا بمال...."
فيرتجف قلبي من قولة..
ذهبت.. خرجت.. دخلت.. وقفت.. بين يدي رسول الله!!
وأتذكّر وصف الدكتور لكلمات زوجة "سعد"، وصوتها وهي تخجل من حديثها بين يدي نبينا.. فيتذبذب..
ثُمَّ تنزل آيات الميراث..
فيُرسِل نبينا إلى عم بناتها ويأمره..
أن يعطي ابنتي سعد الثلثين، وأمهما الثمن، وما بقي فهو له.
تقوم زوجة "سعد" من مجلسها..
وأبقى أنا هناك مكانها!!
أبكي وأبكي..
أسأله..
وأنا يا رسول الله؟!
عربات المترو تمرّ وأنا لا زلتُ بمكاني، أمسح الدمع من عيني؛ فيتفجّر غيره!
أراني هناك..
حيث هو سيدي.. وأنا،
يسمعني، لم يجب سؤالي،
لكن لو أنني عنده..
لدعا لي،
كما دعا لعثمان بن أبي العاص وهو يحكي له أن القرآن يتفلّت من صدره؛
فيضع الرسول يده على قلبه ويدعو له، فلا ينسى عثمان القرآن بعدها أبدًا،
أو كما أتت له فاطم تحكي حالها؛ فيقول..
"يا فاطمة.. ألا أعلمك كلمات...."
وغيرهم وغيرهم.
يا الله!
بينهم رسول الله، كلّما ضاقت بهم الدنيا؛
ذهبوا إليه،
فأيّ فضلٍ نالوه.. وحُرِمناه!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
مضت ربع ساعة منذ بداية جلوسي..
أخرجت منديلًا؛ وكتبتُ عليه..
"لـيـتك هُـنا"،
طويته وتركته مكاني على الكرسي، وقمتُ لأركب عربة المترو الذاهبة إلى بيتي،
وأنا أتمنّى من كل قلبي..
لو أني أذهب إلى رسول الله.
-لأحدهم.
أنهيتُ اليوم المحاضرات وركبتُه..
كان الجو هادئًا للحدّ الذي جعلني أنتبه إلى محطة في منتصف الطريق..
كانت فارغة تقريبًا، هناك مقاعد كثيرة وعدد قليل ينتظر،
لمّا فُتِح الباب؛ وجدتُني أقف وأخرج من باب العربة،
أسير بضع خطوات لمجموعة كراسي في الزاوية، أجلسُ وأضع كتبي بجانبي،
كانت آخر محاضرة لا تزال تضيء برأسي..
زوجة "سعد بن الربيع" يموت زوجها؛ فيستولي عم بناتها على الميراث،
وكانوا عند العرب لا يورثون النساء، ولا يورثون الأبناء إلا من كان فارسًا قويًا يساهم في الحروب والقتال،
ولم تكن آيات الميراث قد نزلت بعد.
أسمع الدكتور وهو يحكي؛ فأنتبه..
يُكمِل..
فتلف زوج "سعد" خمارها عليها وتأخذ بنتيها
وتذهب..
فتستأذن..
وتدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وتجلس عنده..
فتضع بناتها أمامه وتقول..
"مات سعد وأخذ عمهم المال، والفتيات لا تُنكَح إلا بمال...."
فيرتجف قلبي من قولة..
ذهبت.. خرجت.. دخلت.. وقفت.. بين يدي رسول الله!!
وأتذكّر وصف الدكتور لكلمات زوجة "سعد"، وصوتها وهي تخجل من حديثها بين يدي نبينا.. فيتذبذب..
ثُمَّ تنزل آيات الميراث..
فيُرسِل نبينا إلى عم بناتها ويأمره..
أن يعطي ابنتي سعد الثلثين، وأمهما الثمن، وما بقي فهو له.
تقوم زوجة "سعد" من مجلسها..
وأبقى أنا هناك مكانها!!
أبكي وأبكي..
أسأله..
وأنا يا رسول الله؟!
عربات المترو تمرّ وأنا لا زلتُ بمكاني، أمسح الدمع من عيني؛ فيتفجّر غيره!
أراني هناك..
حيث هو سيدي.. وأنا،
يسمعني، لم يجب سؤالي،
لكن لو أنني عنده..
لدعا لي،
كما دعا لعثمان بن أبي العاص وهو يحكي له أن القرآن يتفلّت من صدره؛
فيضع الرسول يده على قلبه ويدعو له، فلا ينسى عثمان القرآن بعدها أبدًا،
أو كما أتت له فاطم تحكي حالها؛ فيقول..
"يا فاطمة.. ألا أعلمك كلمات...."
وغيرهم وغيرهم.
يا الله!
بينهم رسول الله، كلّما ضاقت بهم الدنيا؛
ذهبوا إليه،
فأيّ فضلٍ نالوه.. وحُرِمناه!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
مضت ربع ساعة منذ بداية جلوسي..
أخرجت منديلًا؛ وكتبتُ عليه..
"لـيـتك هُـنا"،
طويته وتركته مكاني على الكرسي، وقمتُ لأركب عربة المترو الذاهبة إلى بيتي،
وأنا أتمنّى من كل قلبي..
لو أني أذهب إلى رسول الله.
-لأحدهم.
Liked by:
нєвα