كانت رسائلك بالنسبة لي فعلُ ضرورة؛ ضرورة للبقاء على قيد أمل، لكَم وددتُ أن ترى عيناي حين كانت تصلُ اليّ رسالةً تحمل إسمك ؛ لم أكن اقرأ رسائلك لمجرد حبي للقراءة ، لطالما شعرتُ مع كل رسالة ترسلها، كمَن يسارع للوصول نحو حضنٍ آمن، ثم يغفو ليطيل عهدَ اللجوء داخل ظرفٍ ضيّق المساحة، لكنه وبشكلٍ ما ممتلىء بالدفء ! باتت رسائلك الآن مدسوسةً بالدمع اللاذع، أشعر بحرقة في عيني بينما اقرأ رسالتك الأخيرة، حرقةً تدغدغ المآقي، تستفزها لتنهمر فيضاً من حُبٍ مخذول . وتلك الغصّة.. أَشبه بالحُمّى المكتومة في رئة المحكوم بالإعدام، فبينما هو يتأمل آخر أمنياته تتحقق، يشهقُ لكونها تحققت أولاً، ولكونها ستبقَ آخر ما عَلِقَ في ذاكرته قبل الرحيل ...