أحبه و لا أعلم اذ لا زال يعشقني، فالزمن يمضي و الايام تسبقني، يا ترى ما حاله و هو من دوني، أأتعبه الشوق مثلي ام انه عني مستغني، عقلي شرع في نسيانه، و قلبي على نسيانه يؤنبني، يا قلب لا تؤنبني فإنني، قررت و القرار يخصني..
عندما اعود لكتابة الاحداث الماضية اتذكر الكثير، أكتشف انني اهملت معظم التفاصيل طوال الايام الفائتة، يستنزفني اجبار نفسي على الكتابة و تقليب الامور التي لم ارد التفكير بها، ان اتحدث و فمي مغلق متعب، الدردشة مع صديق على الاقل تسمح لك بالصراخ غضبا او يأسا او حتى البكاء، لكنك عندما تكتب عليك نقل ما تشعر به تماما الى الورق لكي تتذكر ذلك عندما تقرأه مجددا. بطريقة ما كلما اردت نسيان شيء اكتب عنه، هي تسمح لي بتشييع ما اريد محوه الى مثواه الاخير، تجعله مجرد حبر على ورق و تسمح لي بالبداية مجددا كشخص آخر تماما يختلف عن الذي كنته، و رغم ان عاداتي تتغير مع الوقت الا ان عادة الكتابة خلقت معي، سواء كنت باحسن او اسوء احوالي تكون هي اول من يعرف، هي الخلاص الوحيد من هذه الفوضى التي بداخل رأسي.
ليت عكس العبارتين ممكن ايضا، ليت قلة الحديث تقلل حدة المشاعر و لا تضخمها، الالم الذي سببه غيابك يتضاعف و يشل تفكيري، يجعلني عاجزة عن النوم، يصبح كل ما يتبادر الى ذهني هو المحادثات الخيالية التي كنا سنخوضها او خضناها سابقا، و هذا يتعبني جدا و لا اقدر على التعامل معه.