لا أنكر أنَّني قضيت عمري أبحث عن الحب، مهما ظهرْت أمام الناس وكأنني أرفضه كل الرفض، مهما تعالَيْت بـ كبرياء على كل المشاعر الطيبةومهما منعني الخوف من تكرار كل مأساة قديمة استهلكتني، هُنا قلبًا أهْلَكَتْهُ علاقات لم تكتمل، ومن كَوْنه محطة انتظار دائمًا للجميع اعتاد على الوحدة والآلام؛بعد كل هذا العمر وبعد كل هذه التجارب التي صنعت مني شخص مهترئ ورخو، بعد كل هذه التجارب التي علمتني ألَّا أثق، ألَّا أؤمن، ألَّا أصدق أحدًا، عدت منها مهزومًا مكسورًا لا أصلح إلا للصمت والبكاء بعد منتصف الليل وحدي أتهاوى في ظلامي، عدتُ منها ک جندي تائهًا في صحراء، يسير بين جثث أصدقاؤه الذين غادروا الحياة في ساحة الحرب، حدث وظهرتِ أنتِ فجأة،تعرفين شخصًا مثلي لا يمتن للبشر، لا يؤمن بأن ثمة من يستحق الامتنان من أولئك الذين أفسدوا حياتنا وابتكروا في خلق كل الحِيَل لتحطيمنا، امتناني دائمًا للموسيقى التي أنقذتني يومًا من هواني، لـ دعوة سيدة عجوز في طريقٍ عابر، لرسائل اللّٰه التي تنقذنا وتربط على قلوبنا في أشد لحظات ضعفنا ويأسنا، ممتن لرواية جميلة هونت وحشية الوحدة، وللكتابة التي سمعتني بعدما تخلى الجميع عني، امتناني دائمًا لكل ما هو لا ينطق بالوعود، لا يجيد نطق الكلمات الجميلة لا أشعر معه بالحرج والتوتر والخوف،وأنتِ كنتِ هنا في أشد لحظات ضعفي وانهياري، في أشد أوقات تشتتي ويأسي ورغبتي الشديدة في الخلاص، كنت حقًّا لا أستطيع التنفس بطريقة صحيحة من فرط الآلام، وكنتِ أنتِ بمثابة قبلة الحياة التي أنقذتني من هواني في اللحظة الأخيرة، أنتِ أغنيتي المفضلة، تلك الرواية التي لن تغادرني يومًا، الوطن العظيم الذي قرر أن يحتويك بعد سنوات من الغربة والقسوة، عوض من القدر عما رحل عني، الحلم الذي قررت الحياة أن تكافئني به بعد عمرًا من الحطام واليأس، ظلامي الجميل ووِحدَتي الخاصة؛أنتِ بالنسبة لي نهاية كل الطرق الحزينة..