تُجرجرُ قدميها بخطواتٍ ثقيلة إلى المطبخ لِتعد وحيدة فنجانيّ قهوة ، تُعبؤ ثلاثة فناجين في غلاية تُوقدُ من تحتها النار ، تُخرجُ من الخزانة فنجانين وكيسٌ من البنّ الناعم ، ومن جانبِ المجلى تلتقطُ ملعقة صغيرة مُعلقة ، تَصدرُ أصواتٌ جميلةٌ كمعزوفة سماوية وهي تصنعُ فنجان الصباح ، وخيطُ الشمس الرفيع المتسلل من الأباجور المشقوق نصفه يجعلُ للمكانِ هيبّةً كمراسم آلهة تُحضرُ لخلقٍ جديد ، تُقربُ كيسَ البنّ من وجهها ، أو رُبما يقتربُ هو منها ويشدّها من وجنتيها بإبهامٍ وسبابة خفيّين حتى تُسبى في نشوةٍ من السحر كمن يتعاطى مُخدر ما ، تنسى نفسها تُقلبُ عينيها كثملٍ غابَ في سكرة ، بينما الماءُ يغلي والفقاعاتُ تتهافتُ وكأنها تُنادي وتقول : " اجعلي من الماء بالبنّ كُل شيءٍ حي " ، تُطفئ النار تَعدُ الملاعق وكأنها تَهمسُ لحبيبها وتقول : " ملعقةٌ لكَ وملعقة لي وملعقة لوجهِ الغياب " ، تُعيدُ إيقاد شُعلة النار ليغلي في رأسها حممٌ كمن وُضعَ في أخمصِ قدميهِ جمر مُتقد حينما تذكرت بأنهُ يشربُ فنجان قهوته في المكتبِ بارداً كعادتهِ كُل صباح ، إلا أن رقصةُ السمراءِ المُتصاعدة تُذكرها بـِفُستانِ فورتها أن ترفعَ الغلاية قليلاً ، ليتهادى البنّ كثوبٍ أسمرٍ لامعٍ في لحظة ، تتحايلُ على الُبنّ كما يتحايلُ سياسيٌ حذقٌ على الشعب ، تُحركُ بملعقةٍ البُنّ تُدوخهم تُشعلُ النار من تحتهم ليعلنوا الفورة فتروضهم مرتين أو ثلاث بنفسِ النار حتى يكتمل المذاق كيف تشاء في فنجان على صينيّة مُسطحة مع كأس ماء ، لكن هذه المرة شاءَ البُنّ وأطفأ النار وعمّت الفوضى
معقول تشتي ب آب و تتلج ع الدنيي كلهااا و الشمس ب لحظة الغياب توقف جمعة بمحلهااا معقول يزهر ايلول و درب الطلعة تصير نزول لكن يلي مش معقول ، بطل حبك لا والله ♡