"مرّ على خديجة ذات يوم قول ثقيل ألقي على مسمعها من إحدى النساء الجواهل واللاتي لا يفقهن شيء عن الحياة
وكان ممِا دار بينهما الآتي:-
- المرأة: هل صحيح بأنكِ تزوجتِ من رجُل مشلول!!
- خديجة: نعم
- المرأة: أوه يالكِ من مِسكينة
لِما تزوجتِ برجل مشلول مع أنه كان بمقدوركِ الزواج برجلٍ صَحِيح يكون لكِ عون عظيم وسند قوي تتكئي عليه طوال عُمرك، رجل يرعاكِ ويحميكِ ويوم الشدة يحتويكِ
لِما حرمت نفسكِ الخير الكثير وأرتضيتِ البؤس والشقاء والهون والتعب؟!
- خديجة: مهلاً يا عزيزتي
أحترم وجهة نظرك ولكن إن كُنتِ قد أنهيتي كلامكِ فدعيني أُجبكِ الآن
نعم كان بمقدوري الزواج برجلٍ صحيح ولكنّ اللّه شرّفني واختصني لأكون زوجة لهذا الرجُل والذي تُطلقون عليه اسم "مُعاق" ولا أرى أنا فيهِ أثر لِذلك على خِلاف غيرهِ من معاقي الأرواح والأنفس
واصغيّ إن شئتِ لمن وصفهم اللّه بالمعوقين حقًا يقول الحق تبارك وتعالى في المنافقين الذين خذلوا المؤمنين وحاولوا تثبيطهم عن أمر اللّه {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} هؤلاء هم فقط المعوقين لا أحبة اللّه وصفوته
أما عن سؤالكِ من يرعاني ومن يحميني عند الشدة ومن لي إن أُصبت بموئل في الشدائد؟!
فاللّه ربّي يحميني وكما اصطفاني يرعاني، يُطعمني ويرزقني ويذهب وحشتي ويؤنسني مُسيّر الأكوان ومُقدر الأقدار وكُل شيء عندهِ بمقدار وإن كان صُنعي لوجهه فحاشاه ربّي أن يضيعني وإن كنتِ قد أشرتِ بحديثكِ بأني قد أضعت نفسي،
أنا أخترته وبه الله قد وفقني
وأنا عونه وهو واللّه قرة عيني"
View more