ما خسرته بالشدة كنتَ أقرب إلى كسبه باللين، وما ضيعته بالغضب كنت أقرب إلى نيله بالأدب، وما فرقته بالقسوة كنت أقرب إلى جمعه بالحنان، وما فرطت فيه بالعناد كنتَ أقرب إلى التمسك به بالتفاهم. وما ضيَّع ابنَ آدم إلا عجَلته، وما آذاه إلا قسوتُه، وما فاته جميلٌ في حياته إلا بتخليه عن رفقه في الأمور كلها. ولعلك كنت ستأسر من كسرته، وتربح من خسرته، لولاك لولاك.-لصاحِبه.
لو عاوز نفسيتك تتحسن.. إعمل بالكلمتين دول. إدعي ربنا إنه يزكيك.. يزكي قلبك وعقلك. لأن معني الزكاء.. هو طهارة النفس والتصالح معاها، وهدوء الحال والإقبال علي الحياة، وروقان المزاج والبال والنفسية. ولما ربنا حب يهادي سيدنا زكريا بولد حطله فيه صفة مميزة وقاله: "لأهب لك غلاماً زكيا" هعطيك ولد خالي من العُقد والنقص.. مُقبل علي الحياة مُتصالح مع نفسه لأقصي درجة. - اللهم طهر عقلي وقلبي وإجعلني زكياً يارب العالمين.
"في النهاية أدركت أن أعظم إنجاز للمرء هو قدرته على مواصلة حياته بنفس الشغف رغم ما جَرى، وما يَجري معه. إنجاز المرء ليس بنجاحاته الفظيعة والمبهرة، بل بإيمانه، وبقدرته على خلق سببًا من اللاشيء ليحيا بنفس القلب، وبنفس الروح، وبنفس اللطف الذي خُلِق به، وخُلِقَ من أجله."