من المهم ، أن تكون “ مهما” لشخص ما في هذا العالم ، أن تكون بطلا في قصة واحدة على الأقل ، أن تكون داخل رأس أحدهم ، وجودك لا يقتصر على إدراكك لنفسك ، أنت بحاجة لشهود ، وجودك بحاجة إلى شهود ، وعيك الخاص سيسبب لك إحراجا في هذه المسألة ، أنت بحاجة لشاهد واحد على الأقل ، ليؤكد لك قبل أي أحد ، بأنك لست شبحا . شبحا كئيبا ومملا ، ولا يخيف أحدا :/ !
أنا هنا .. لم ابتعد كثيرًا، أوهمت نفسي بالنجاة أوهمت قلبي بأنه استعاد روحه .. كذبت يا الله كذبت كثيرًا، أنا لم أنجُ من هذه الدوّامة .. ولم اعتد عليها كأضعف الإيمان، بكامل ضعفي وهزيمتي في الحياة أعترف (أنا وحيدة) ربما هذا أصدق ما كتبت حتى اليوم، أنا لست ذاتي منذ تلك اللحظة .. أنا لا أجيد التعامل مع هذا العالم، ربما كان بإمكان القدر أن يكون أكثر لطفًا معي، لماذا أوهمني أنني سأكون بخير ؟ لماذا أكملت درجات هذا السلم الخبيث ؟ .. أجل أعرف أني وصلت لأعلاه لكنني وجدت أنه معلق على الهواء.....وأنا لا أطير !! سأعترف بشيء آخر .. أنا سيئة كثيرًا...... لم يعد يهمني أمر أحد، منطوية جدًا في داخلي، كأنما الآخرون لاشيء، أنا لا أحب .. لا أتألم لأحد .. لم يعد يخيفني حتى الموت، أنا أكتب هذا رغم خوفي من شيء واحد، أنا أخاف كثيرًا أن أكتبه أو أقوله .. مع أسفي لنفسي أنا لم أخطُ شبرًا واحدًا للأمام، ولم أتمكن من العودة أيضًا، أنا عالقة .. أغرق أغرق للأعمق .. :/ !
تتوهمين :D .. فأنتِ لا تريدين أي شيء مما تطلبين، تشعرين في داخلكِ أنكِ تريدين كل شيء، تودين أن تجربي كل شيء و تمتلكين كل شيء، تخافين بل ترتعدين من خسارة أي شيء في يدكِ تماماً كيتيم منبوذ يدافع بشراسة عن قطعة خبز متعفنة لا تصلح للأكل و لكنه جلُ ما يملكه في هذه الدنيا ولن يتحمل خسارتها و الحرمان منها بعد كل ما حُرمَ منه، و لكن الحقيقة يا عزيزتي غير ذلك، أنتِ لا تريدين أياً مما تتمنين، أنتِ فقط تريدين ذلك الشيء الذي أُخذ منكِ رغماً عنكِ و أنتِ في أشد حاجتكِ إليه، ذلك الشيء الذي ترك حفرة عميقة في أرض روحكِ الهشة، تلك الحفرة التي تحاولين أن تملئيها بأي شيء غير رمالها الحقيقية التي انتزعت منها، تبحثين بجنون و تتخبطين بعنف في كل الأركان، تبحثين عن قشة تنقذكِ من ذلك الشعور المميت بالغرق، الغرق الذي تحاولين باستماتة أن تنجين منه.. و لكن الأمواج لم تسمح بعد، و يؤسفني أن أخبركِ أنكِ لن تعوضي ذلك الشيء الذي أخذ منكِ، و ستظلين تتخبطين هكذا ما حييتِ، و ستحاولين امتلاك كل شيء و ستصدمين في كل مرة.. بالخسارة :) !
كانت جميلة وكانت تريَ نفسها قبيحة، كانت دائماً تصمُت وكانت تُريد الحديث، كانت كأمطار الشتاء باردة وكانت كأشعة الشمس دافئة، لا تفعل شيئاً غير مراقبة العالم من داخل غرفتها، كانت وحيدة تماماً كعجوز بلغت السبعون عاماً من عمرها دون أن تُنجب أطفال، لم تكُن تبحث عن الحُب أو مُعجزة تُغير لها حياتها أو شخص يأخذها إلي باربس ولندن ليريها جمال العالم، لم تكن تُريد شيئاً غير أن تشعر بالأمان حول هذا الخراب، لو ليوم واحد أو لساعة واحدة فقط