'
على الرغم من قساوة الحياة الإجتماعية في العصر الجاهلي والقسوة البيئية التي
تتصف بها جزير العرب إلا أن التاريخ قد خلد نوع من الرقة في الأدب والتعامل
مع المرأة وخصوصاً في ترخيم (تدليل) أسم المرأة المحبوبة فنضرب هاهنا بعضاً
من الأمثلةفي العصر الجاهلي وقصص العشق فنجد مثلاً عنترة بن شداد يُرخم اسم
عبلة ويرققه باسم " عبل " نوعاً من التدليل والترقيق مثل قوله:
يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتري،،،
واصْغي إلى قَوْلِ المحِبِّ المُخبِرِ،،،
وَخُذي كلاماً صغْتُهُ من عَسجَدٍ،،،
ومَعانياً رَصَّعْتُها بالجوْهر،،،
كَم مَهْمَهٍ قفْرٍ بنفْسي خُضْتُهُ،،،
ومفاوزِ جاوزتها بالأبجر،،،.
ويقول عنترة أيضاً:
يا عبلَ قد هامَ الفُؤَادُ بذِكْركم،،،
وأرى ديوني ما يحلُّ قضاها،،،
يا عَبلَ إنْ تبكي عليَّ بحُرْقَة،،،
فلطالما بكتِ الرجالُ نساها،،،
ياعَبْلَ إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ،،،
شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شقَّ جباها،،،
يا عبلَ كم منْ فارس خلَّيْتُهُ،،،
في وسْطِ رابية ٍ يَعُدُّ حصاها،،،
يا عبلُ كم من حرَّة ٍ خلَّيتُها،،،
تبكي وتنعي بعلها وأخاها،،،
يا عبلُ كم من مُهرة ٍ غادرتُها،،،
من بعد صاحبها تجرُّ خطاها،،،
يا عبلُ لو أني لقيتُ كتيبة ً،،،
سبعين ألفاً ما رهبت لقاها،،،
ونلاحظ مدى جلافة ذكره لمحاسنه حيث وهو ينادي علبة باسمها المرقق وذكر أعماله
الوحشية التي طالت بني جنسه ذكوراً وإناثاً فيقول
يا عبلُ كم من حرَّة ٍ خلَّيتُها،،،
تبكي وتنعي بعلها وأخاها،،،
فهو قد جمع بين رقة ترخيم اسم الأنثى وتدلليه له مع جلافته البدوية الجاهلية لذلك
قالوا: والضِّدُ يُظهر حنسه الضِّدُ، ويقول عنترة أيضاً:
يا عَبلَ خَلّي عَنكِ قَولَ المُفتَري،،،
وَاِصغي إِلى قَولِ المُحِبِّ المُخبِرِ،،،
يا عَبلَ دونَكِ كُلَّ حَيٍّ فَاِسأَلي،،،
إِن كانَ عِندَكِ شُبهَةٌ في عَنتَرِ،،،
يا عَبلَ هَل بُلِّغتِ يَوماً أَنَّني،،،
وَلَّيتُ مُنهَزِماً هَزيمَةَ مُدبِرِ،،،
ومن قبله هناك امرؤ القيس حيث كان يرخم اسم محبوبته فاطمة بـ " فاطم " فيقول:
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ،،،
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي،،،
وهذا حاتم الطائي يُرخم اسم زوجته واسمها ماوية ويستبدل اسمها بـ " ماوي " فيقول:
أماوي! قد طال التجنب والهجر،،،
وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ،،،
أماوي! إن المال غادٍ ورائح،،،
ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ،،،
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ،،،
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ،،،
أماوي! إما مانع فمبين،،،
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ،،،
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى،،،
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ،،،
والألِف التي قبل (ماوي) هي ألِف المناداة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة
الحسنة فقد ثبت أنه كان ينادي عائشة رضي الله عنها بقوله: ( ياعائش ) وهو قد بعث ليُتمم
مكارم الأخلاق صلى الله عليه وسلم، هكذا سار على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم من
جاء بعده من الكرام. بقلمي،،، انتهى،،،
View more