.. كان الوقت ربيعا ، وربيع فلسطين ؛ بحر أزرق تتهادى عليه أشرعة المراكب البيضاء نهارا ، وترصعه فوانيس قوارب الصيد ليلا ، وبساتين برتقال يكثف عبقها الهواء ، وفي ربيعها ذاك عرف شيئين ؛ الحب والحرب .. وكان الأول يعطي معنى للثاني ؛ فالحرب ليست عدوا يقتل لشهوة ، إنما هي حق حياة ؛ للأرض التي يحب ، والفتاة التي يحب إن فلسطين ليست بحرا ومراكب صيادين ، وليست برتقالا يتعلق كالذهب ، وليست زيتونا وزيتا يملأ الخوابي إنها عينا سعاد السوداوان أيضا . وفي عيني سعاد ؛ رأى خير فلسطين كله ، رأى ظل بيت سعيد له وزوجة تنجب له أبطالا صغارا ، وتجعل من حبها معنى لوجوده !سميرة_عزام#
.. " تموت الوعول في الجبال الثلجية إذا لم ينبثق النهر ، نموت نحن إذا لم ينبثق الرضا ، نحاول الحياة ، أسهل الأمور : الاستسلام للموت . أريحها على الإطلاق ! شيء واحد منعني من أن أستسلم له ، سيقولون : جبان ! كان يمكن أن يسير على حافة الوادي المليء بالصخور دون أن يسقط ، سقط لأنه تعب ؛ تعب لأنه لا يريد أن يواصل المشوار ، المشوار لا يستغرق أكثر من عقدين من الزمن ! الزمن يمر مثل البرق ، عندما يلمع البرق ؛ ستضيء المنحدرات العميقة ، ستتكشف المسارات المظلمة ، فرصة النجاة ممكنة ، نحن نقاتل من أجل أن نحترم خيارنا ! "يسمعون_حسيسها#
حروف هذا النص بيشبه البؤس الذي يناطحه .... " ود حين جاذبه أطراف الحديث عن تلك الأيام لو يدعه يتصرف كطفل فيبكي ، إنه يشعر بالدموع تنبجس وتغرق عينيه ، فيدير رأسه ويمسحها خفية بطرف كمه ، ويروح يداري ألمه الخجول بأن يمد رأسه من فوق المتاريس ثم يلتف لرفاقه ، فيجد في سكوتهم تفجعا يدفع الدمع إلى عينيه ثانية . ويرى في كل شيء في هذا الليل الصامت الذي يطل عليه هلال غائم بعيد ، ألما يجسد انسحاقه ؛ وكأن كل ما في الكون يدري بأن له حكاية ، وأن أكثر ما يشتهيه في هذه اللحظة أن يمارس ترف الحزن بتلقائية ؛ فهو الساعة أضعف من أن يصطنع أي جبروت ، وأكثر ما يريده هو أن ينفض إخوانه من حوله قليلا ليعود إنسانا يخلع قناع الصلابة ويبكي بلا خجل ! "سميرة_عزام# قصص_أخرى#