هاي أعمق بكثير . ذهبتُ، ورأيت نفسي من بعيد؛ كياناً بلا معالم يمشي في صحراء ذات رمال مثارة، تُبهم ما بها، فما استطعت أن أميّز نفسي، فكل ما أراه هو جسم أسود يتلاشى مع كل خطوة يبتعد بها، وكأنك بالفضاء ترمي شيئاً إلى اللامكان، لا تعلم سوى أنك فقدته، ظِلال مُشوّهة، عيونٌ محمرَّة، وشِدة تغزو ملامح شعوري، رُفعت يدي اليمنى تُناجي، وأنفاس تضيق، قد ضاع الطريق، وبُعدٌ سحيق، زفير يتبع شهيق، وجسد ينهار، اسوداد واحمرار، ما عادت العروق تتحمّل، وعقلي لنفسي يتأمل، اضطراب فاضطراب، لا أدري الجواب، ونفسي تضيع خلال السحاب، أصبحت لا أرى ذاك الكيان البعيد، أصبحت أشعر بالضيق الشديد، قد سيطرت مشاعيل الحريق، وأنفاس ما زالت تضيق، اشتعلَ جوفِي، واحتلني خوفي، إنني أعاني، معاناة فمعاناة، وطامة تشرئب، فأين الموتَ منِي، فقد تخليتُ عَني! ...