شموخ احكِ 🖤 :
"كنتُ قبلًا أستخيرُ الله في كثيرٍ من شأني وفي نفسي ميلٌ دائمٌ -إن رغبتُ بالأمرِ- إلى أن ييسّرَه الله، ويُريَني منه خيرًا، فإذا جاءتني إجابة الاستخارةِ في صورةِ قلّةِ تيسير، وأُغلقت في وجهي أبواب الأمر، عجلتُ عليه، وعدتُ ألحّ على اللهِ في الدّعاءِ أن يفتحَهُ عليّ، ويُرجعَه صافيًا من شرّه إلي، فلا أجدُه إلا وقد زادَ في صرفِهِ عنّي، ونفّرَ منه نفسي وحوَّلَ عنه نظري، وأشغلني عنه بسواه، إلى أن أتفطّنَ بمشيئتهِ إلى حكمته، وتتكشّفَ لي بعد حينٍ طالَ أو قصُر، فأحمد الله إذ ذاكَ على المنع، وتدور بي الدّنيا كلّما تخيّلت حالي كيف كانَ ليكون لو أنّ الله استجابَ لي دعائي، على سذاجتي وقصَر نظري. في كلّ مرةٍ يتكرّر المشهدُ في قلبي أفهمُ معنى التّسليم أكثر. وصرتُ إذا استخرتُ الله في أمرٍ فأراني إجابتَه، وسيّرَ مجرياتِ الأمور لتباعدَ بيني وبين ما أردتُ بغيرِ حولٍ منّي، لا أعودُ فألحّ على تغييرها؛ لأنّي علمتُ من نفسي: أنّي أسألهُ ما ليسَ لي به علم، وعلمتُ منه: أنّه يمنع عني ويعطيني وهو أعلم منّي بضعفي، وسوءِ تدبيري لنفسي، وقلّةِ فهمي لحاجتي.
"ولكنّي نبذتُ زمامَ أمري.. لمَن تدبيرُهُ فينا عجيبُ.."
"ولكنّي نبذتُ زمامَ أمري.. لمَن تدبيرُهُ فينا عجيبُ.."
Liked by:
ناصر العنزي