أمعن النظر في السماء، في ليلة ظلماء لن ترى سوى النجوم اللامعة، منها القريبة المتوهجة ومنها البعيدة الخافتة .. أما إذا صادفت تلك الليلة نصف شهر قمريّ، أي أوج اكتمال القمر، ستراه مضيئا لامعا، يسر الناظرين في وسط السماء يخفي وجود ماحوله من النجوم التي لا تُرى إلا بتلك الليالي حالكة السواد، لاقكر يخفيها ولا أضواء تحجبها .. الحال واحدة بالنسبة لنا، نكون بأوج سطوعنا حينا ويبهت ذلك السطوع أحيانا .. نكون كالقمر في السماء فتختفي جوانبنا السيئة، لا يُرى منا سوى النور .. وحين تسدل أستار القمر، تظهر تلك النجوم الباهتة التي أخفيناها لمدة لتكون هي جوانب ضعفنا ومكامن خوفنا وهي التي تشكل جوهرنا .. اكتمال لوحة السماء ولوحة شخصيتنا لاتكمل إلا باكتمال قمرها ونجومها المبعثرة، فما قيمة السماء بلا نجوم أو قمر؟