نتطلع للحرية كما لو كنا طيورًا برية حُكم عليها بالعيش داخل قفص حديدي خانق. في بلادي لا أحد يرنو إلى الحرية إلا ويعرف جيدًا أن ما يفعله هو انتحارٌ بالمقام الأول فضلًا عن كونه ضربًا من الوهم أو حلم يقظة. في ظل قبضةٍ عسكرية هي أحكم وأشد غلطةً من قبضة ديناصور، لا أحد يجرؤ على التحليق خارج السياج، بل لا أحد يجرؤ على التحليق أصلًا.. ما فائدة أجنحتك إن لم تستعملها؟ أُفكِّر أن الهوية إما أن تكون نعمةً خالصة أو لعنةً خالصة. حتى لو كسرنا القفص الحديدي، حتى لو طِرنا خارج السياج، حتى لو هاجرنا لبراري جديدة.. من بإمكانه أن يُخرج السجن من داخلك؟ أي لعنةٍ كُتب علينا أن نشقى بها؟ لعنة الانتماء إلى السجن والتطلُّع للبراري!