-
البداية
نزار قباني
( دخلتُ إلى منزلنا وكان أبي وأمي يتحادثان )
..وفجأَةً..
وفجأَةً..
سالتْ دموعٌ مِن أبي
وقالَ لي :
( ماتَ الهوى والشِعرُ ماتَ يا بُنيّْ)
وضمَّني لِصَدرِهِ..
وشدَّ _ في رِفقٍ _ يَدَيّْ
فقلتُ ما الذي جَرى ؟
فقال لي :
( اليومَ قد ودَّعَنا نزارْ،
عادَ إلى خالِقهِ نزارْ )
رَحلتَ يا نزارْ
وماتت الأَشعارْ..
وماتت الأَقوالُ والأَفكارْ
وماتت الحريةُ الخضراءُ والطيورُ والأَسماكُ والأَشجارْ
وأصبحتْ حَزينةً مِن أجلكَ الأخبارْ
بعدَكَ يا عزيزَنا نزارْ..
ليس لنا معلمٌ..
ليس لنا مدرسةٌ..
ندرسُ فيها العِشقَ والغرامَ يا أستاذَنا الكُبَّارْ
بعدَكَ يا حَبيبنا نزارْ..
ليسَ لنا مَزارْ
محطَّةٌ حزينةٌ تلك الدُّنى..
محطَّةٌ مليئةٌ بالوردِ والأَزهارْ
مليئةٌ بالعشقِ والعشاقِ والأَخيارْ
تنتظِرُ القِطارْ..
وأنتَ يا حَبيبنا القِطارْ
بعدَكَ يا نزارْ..
يا مَن زرعتَ الضَوْءَ في ظلامِنا..
يا مَن زرعتَ الحبَّ في أعماقِنا..
ليس لنا مِظلَّةٌ تحمي لنا
ثيابنا.. مِن شِدَّةِ الأَمطارْ
تحمي لنا أجسادَنا مِن شِدَّةِ الشُّموسِ في نيسانْ
وشِدَّةِ الشُّموسِ في أيَّارْ
بعدَكَ يا نزارْ..
حُريّةُ النساءِ صارتْ قِصَّةً قديمةً
مُهملةً.. في عالمِ النّسيانْ
سَأَلتهُ.. سَأَلتهُ :
وكيفَ ماتَ يا أبي ؟
أجابني : مَشيئةُ الأَقدارْ
مَشيئةُ الرحمنْ
ذهبتَ يا كبيرَنا..
تركتَ في قلوبنا بحراً مِن الأَحزانْ
نزارُ يا أميرَنا..
كيفَ رحلتَ صامتاً ؟!!
وأنتَ حتى الآنْ
تنامُ في عيوننِا..
تأكلُ مِن طعامِنا..
تشربُ مِن شرابنا
تقرأ مِن أشعارِنا..
ولم تزلْ في القلبِ والوِجدانْ
يرقصُ قلبي في الهوى..
_ وليس هذا طَرَباً _ لأنني
ذُبحِتُ مثلَ الطيرِ يا حَبيبَنا..
في ذلك الميدانْ
حَبيبتي..
لا تلبسي السَّوادَ.. يا حَبيبتي
حُزناً على نزارْ
فاختارهُ الرحمنْ..
لا تحزني.. وادْعي لهُ الرحمنْ
يرحمهُ.. يُسكِنُهُ الجنان
نزار قباني
( دخلتُ إلى منزلنا وكان أبي وأمي يتحادثان )
..وفجأَةً..
وفجأَةً..
سالتْ دموعٌ مِن أبي
وقالَ لي :
( ماتَ الهوى والشِعرُ ماتَ يا بُنيّْ)
وضمَّني لِصَدرِهِ..
وشدَّ _ في رِفقٍ _ يَدَيّْ
فقلتُ ما الذي جَرى ؟
فقال لي :
( اليومَ قد ودَّعَنا نزارْ،
عادَ إلى خالِقهِ نزارْ )
رَحلتَ يا نزارْ
وماتت الأَشعارْ..
وماتت الأَقوالُ والأَفكارْ
وماتت الحريةُ الخضراءُ والطيورُ والأَسماكُ والأَشجارْ
وأصبحتْ حَزينةً مِن أجلكَ الأخبارْ
بعدَكَ يا عزيزَنا نزارْ..
ليس لنا معلمٌ..
ليس لنا مدرسةٌ..
ندرسُ فيها العِشقَ والغرامَ يا أستاذَنا الكُبَّارْ
بعدَكَ يا حَبيبنا نزارْ..
ليسَ لنا مَزارْ
محطَّةٌ حزينةٌ تلك الدُّنى..
محطَّةٌ مليئةٌ بالوردِ والأَزهارْ
مليئةٌ بالعشقِ والعشاقِ والأَخيارْ
تنتظِرُ القِطارْ..
وأنتَ يا حَبيبنا القِطارْ
بعدَكَ يا نزارْ..
يا مَن زرعتَ الضَوْءَ في ظلامِنا..
يا مَن زرعتَ الحبَّ في أعماقِنا..
ليس لنا مِظلَّةٌ تحمي لنا
ثيابنا.. مِن شِدَّةِ الأَمطارْ
تحمي لنا أجسادَنا مِن شِدَّةِ الشُّموسِ في نيسانْ
وشِدَّةِ الشُّموسِ في أيَّارْ
بعدَكَ يا نزارْ..
حُريّةُ النساءِ صارتْ قِصَّةً قديمةً
مُهملةً.. في عالمِ النّسيانْ
سَأَلتهُ.. سَأَلتهُ :
وكيفَ ماتَ يا أبي ؟
أجابني : مَشيئةُ الأَقدارْ
مَشيئةُ الرحمنْ
ذهبتَ يا كبيرَنا..
تركتَ في قلوبنا بحراً مِن الأَحزانْ
نزارُ يا أميرَنا..
كيفَ رحلتَ صامتاً ؟!!
وأنتَ حتى الآنْ
تنامُ في عيوننِا..
تأكلُ مِن طعامِنا..
تشربُ مِن شرابنا
تقرأ مِن أشعارِنا..
ولم تزلْ في القلبِ والوِجدانْ
يرقصُ قلبي في الهوى..
_ وليس هذا طَرَباً _ لأنني
ذُبحِتُ مثلَ الطيرِ يا حَبيبَنا..
في ذلك الميدانْ
حَبيبتي..
لا تلبسي السَّوادَ.. يا حَبيبتي
حُزناً على نزارْ
فاختارهُ الرحمنْ..
لا تحزني.. وادْعي لهُ الرحمنْ
يرحمهُ.. يُسكِنُهُ الجنان
Liked by:
غلالا الهاجري
فہلأنہه 'ۦ 'ۦ
Ƨ̷̶̷нzzσσ