"من أفضل ما قرأت "
"الاستبداد هو أصل انحطاط الشعوب
وتخلفها، وأعظم مظاهره هو استبداد الحكومات، ودواء الاستبداد السياسي هو الشورى الدستورية. هذا ما ذكره الكواكبي في مطلع كتابه وهذا ما عمل على توضيحه وتفصيله تفصيلاً مُتقَناً مُمَنهَجاً، يَتطرق الكتابُ إلى وصف حال الشعوب التي تعيش في كنفِ حاكمٍ مستبدٍ ظالمٍ يستغل جهل أفراد أمته ويتصرف في شؤونهم بمقتضى الهوى وليس الحكمة. يعاني عوام الشعب المظلوم من التواكل والجهل وفقدٍ للهمم وانشغال تامٍ بحياتهم البهيمية البدائية والتي تكون بعيدة كل البعد عن الحرية الفكرية والأخلاقية، ولكنك تجدهم حريصين كلَ الحِرصِ عليها لأنهم لا يعرفون غيرها ولم يذوقوا نعيم المجد بعد.
أكبر مصائب الأمة في نظر الكواكبي هو جهالة الشعب والجنود المنظمة. وهنا انتقادٌ لأساسٍ من أسسِ الحكومات الحديثة وهو التجنيد الاجباري، ويرى "إن مخترع هذه الجندية إذا كان هو الشيطان فقد انتقم من آدم في أولاده أعظم ما يمكنه أن ينتقم". وللتجنيد هدف واحد لا غير وهو استبداد الحكومة بشبابها وزرع بذور الانقياد والإذلال وأعمال السخرة والطاعة العمياء دون محاسبة أو رقابة، وسلبها لأموال الشعب لصالح التجهيز العسكري الذي لا يطاق، وفي نهاية المطاف استبداد الأمم بعضها على بعض.
# عبد الرحمن الكواكبي
View more