هناكَ أمرٌ غريب بشأن مجيئك في هذه اللحظة، إذ أنني لم أعتد شعُور الدفء المفاجىء الذي جاء معك، ودعني أصدُقك القول عندما أقول بأني لستُ متأكد من مدى حقيقيتك، قد تكون وهمًا - وأنا لا أمانع ذلك - حينها أستطيع رؤيتك متى شئت، أستطيع عناقك أيضًا، مع معرفتي مسبقًا بأنك قد تختفي بعد لحظات، لهذا حقيقيتك كارثة.. لشخص اعتاد فقدان الأشياء?.
يحتاج الانسانُ إلى انسانٍ بسيطٍ جدًا مثله، طبيعي إلى أقرب درجة، عاديّ لا يملك قلبًا ثانيًا ولا يدًا ثالثة، خفيف الروحِ، خفيف الظل، ثقيل الحضور، ثقيل الوجود، عازفٌ على طبول الحرب أغاني الحب، يعرف متى يلين وكيف يلين، يخفض جناحه حين تنقطع الأيادي، ويطيل النظر حين يغض الآخرون أطرافهم، ويبوح حين يصمّم الجميع على السكوت.
لقلبي الذي ابهتته الايام ...وانت تعلم كم فيها من مراره ?قل لي شيء ما يا يزيد?
هل أبدو لكَ كشخص ينتظرُ النَّجدة من أحد؟ هل تظنّ بأنَّني سأفني عُمري وأدفن وجهي بغُبار الطّرقات في سبيل البحث عن من يُسمى سند؟ وأنا الذي ربّيت قلبي على احتِضان نفسه بنفسه بعد كُل خيبة، وأنا الذي عوَّدت يدي اليُمنى أن تُسارع بالإمساك برُسغ اليُسرى لكي تمنعها من السّقوط، وأنا الذي لم أسمح لأذنٍ غيرَ أُذني بأن تعتاد صَوت شكواي.. وفِّر العَناء عن نفسِك، أنا أعرِف جيدًا متى أكون عَمود نفسي، أنا حقًا جيد في النجاة بنفسي بعد كُل حرب أُصارِعها بأقلّ الخسائِر وأبخسَها، أنا بَطلي الخاص بي!?
كـ رسالة عابرة: تذكر أن الحياة أثمن من أن تهدرها على علاقات مُزيّفة، صداقات هشّة، أماكن لا تنتمي إليها، إن تلك الأشياء تُنقِص من عمرك وتثقلك وتستنزفك، لست مُلزَمًا بها، ابحث عما تجد نفسك حقًا فيه، فأنت جدير بأن تعيش حياة حقيقية مليئة بالشغف والحب?
كُنت سأتجاوز حدودي هذه المرة ، حقيقةً أنا لا أحارب القدر لكنّي أريد أكثر مما خُطط لي ، لاني ربما أصبحت أقوى لكنّي لست حُرّ ، أعلم أنّي لم أُخلق لأعيش حياة مُرفهة ، على الاقل ليس الان ، لم أحمل سلاحاً لكنّي دائماً أقاتل في الحديث و الامور و اللحظات حتى عندما أنام ، أنا أقاتل لأنام ، كنت لأتجاوز حدودي لمجرد أنني أستحق ذلك ، لكنّي لم أفعل .
لا تُحدّثني عن الشكليات التي لا تُسمِن ولا تُغنِي من جوع، ولا عن القشور التي تتطاير مع أول ريحٍ تهبّ عليها، ولا عن السطحيّات الجوفاء، حدّثني عن الجوهر لا المظهر، عن العُمق والصِدق، عن فراسة عين القلب التي لا تُخطِئ، عن الحقائق بعيدًا عن عوالم الزيف.?
أنتمي للعلاقات المريحة البسيطة التي لا يضرهّا غياب، ولا يفسدها بُعد زمان، الأساس بها صحيح، والودّ بها محفوظ، والعُذر بها مقدم، والكلفة منها مرفوعة، والحديث لها ومعها يؤخذ على أحسنه في كلّ حال.?