.
القول الثاني): أن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات، كما ثبتت السنة بذلك وصحت به الآثار المروية عن السلف رضي اللّه عنهم. فعن أبي ذر رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار، وآخر أهل الجنة دخولاً إلى الجنة،
يؤتى برجل فيقول: نحّوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها، قال فيقال له: عملت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً، فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة، فيقول: يا رب عملت أشياء لا أراها ههنا" قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدت نواجذه" (أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة قال: ليأتين اللّه عزَّ وجلَّ بأناس يوم القيامة رأوا أنهم قد استكثروا من السيئات، قيل: من هم يا أبا هريرة؟ قال: الذين يبدل اللّه سيئاتهم حسنات (أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة موقوفاً)، وقال علي بن الحسين زين العابدين {يبدل اللّه سيئاتهم حسنات} قال: في الآخرة
وقال مكحول: يغفرها لهم فيجعلها حسنات، قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو جابر أنه سمع مكحولاً يحدث قال: جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه فقال: يا رسول اللّه رجل غدر وفجر ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطفها بيمينه، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم فهل له من توبة؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أأسلمت؟" قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريكك له وأن محمداً عبده ورسوله فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "فإن اللّه غافر لك ما كنت كذلك ومبدل سيئاتك حسنات"، فقال: يا رسول اللّه وغدراتي وفجراتي؟ فقال: "وغدراتك وفجراتك"، فولى الرجل يكبر ويهلل
ثم قال تعالى مخبراً عن عموم رحمته بعباده وأنه من تاب إليه منهم تاب عليه من أي ذنب كان جليلاً أوحقيراً كبيراً أو صغيراً، فقال تعالى: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى اللّه متابا} أي فإن اللّه يقبل توبته، كما قال تعالى: {ألم يعلموا أن اللّه هو يقبل التوبة عن عباده}
قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه} الآية: أي لمن تاب عليه. 72 - والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما - 73 - والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما وهذه أيضاً من صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور، قيل: هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل الكذب والفسق واللغو والباطل، وقال محمد بن الحنفية: هو اللغو والغناء،
وقال عمرو بن قيس: هي المجالس السوء والخنا، وقيل: المراد بقوله تعالى: {لا يشهدون الزور} أي شهادة الزور، وهي الكذب متعمداً على غيره كما في الصحيحين:"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"؟ ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: "الشرك باللّه وعقوق الوالدين"، وكان متكئاً فجاس، فقال: "ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور
فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت (أخرجه الشيخان عن أبي بكر رضي اللّه عنه مرفوعاً)، والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي لا يحضرونه، ولهذا قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} أي لا يحضرون الزور، وإذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا منه بشيء، ولهذا قال: {مروا كراما}،
وروى ابن أبي حاتم عن ميسرة قال: بلغني أن ابن مسعود مرّ بلهو معرضاً فلم يقف،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريماً" ثم تلا إبراهيم بن ميسرة: {وإذا مروا باللغو مروا كراما}، وقوله تعالى: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا}
يؤتى برجل فيقول: نحّوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها، قال فيقال له: عملت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً، فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة، فيقول: يا رب عملت أشياء لا أراها ههنا" قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدت نواجذه" (أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة قال: ليأتين اللّه عزَّ وجلَّ بأناس يوم القيامة رأوا أنهم قد استكثروا من السيئات، قيل: من هم يا أبا هريرة؟ قال: الذين يبدل اللّه سيئاتهم حسنات (أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة موقوفاً)، وقال علي بن الحسين زين العابدين {يبدل اللّه سيئاتهم حسنات} قال: في الآخرة
وقال مكحول: يغفرها لهم فيجعلها حسنات، قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو جابر أنه سمع مكحولاً يحدث قال: جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه فقال: يا رسول اللّه رجل غدر وفجر ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطفها بيمينه، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم فهل له من توبة؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أأسلمت؟" قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريكك له وأن محمداً عبده ورسوله فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "فإن اللّه غافر لك ما كنت كذلك ومبدل سيئاتك حسنات"، فقال: يا رسول اللّه وغدراتي وفجراتي؟ فقال: "وغدراتك وفجراتك"، فولى الرجل يكبر ويهلل
ثم قال تعالى مخبراً عن عموم رحمته بعباده وأنه من تاب إليه منهم تاب عليه من أي ذنب كان جليلاً أوحقيراً كبيراً أو صغيراً، فقال تعالى: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى اللّه متابا} أي فإن اللّه يقبل توبته، كما قال تعالى: {ألم يعلموا أن اللّه هو يقبل التوبة عن عباده}
قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه} الآية: أي لمن تاب عليه. 72 - والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما - 73 - والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما وهذه أيضاً من صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور، قيل: هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل الكذب والفسق واللغو والباطل، وقال محمد بن الحنفية: هو اللغو والغناء،
وقال عمرو بن قيس: هي المجالس السوء والخنا، وقيل: المراد بقوله تعالى: {لا يشهدون الزور} أي شهادة الزور، وهي الكذب متعمداً على غيره كما في الصحيحين:"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"؟ ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: "الشرك باللّه وعقوق الوالدين"، وكان متكئاً فجاس، فقال: "ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور
فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت (أخرجه الشيخان عن أبي بكر رضي اللّه عنه مرفوعاً)، والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي لا يحضرونه، ولهذا قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} أي لا يحضرون الزور، وإذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا منه بشيء، ولهذا قال: {مروا كراما}،
وروى ابن أبي حاتم عن ميسرة قال: بلغني أن ابن مسعود مرّ بلهو معرضاً فلم يقف،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريماً" ثم تلا إبراهيم بن ميسرة: {وإذا مروا باللغو مروا كراما}، وقوله تعالى: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا}