انظروا إليّ الآن ، انظروا إلى هذا الوجه ، لا أكترث كثيراً بما يحدث حولي ، غارقٌ في ذاتي ، أقبع في زاوية باردة و معتمة من العالم ، لا أراقب شيئاً ، لا أقف على شيء و لا أريد شيئاً ، كما أنني لا أستحق شيئاً ، كانوا يقولونَ لنا حين يؤلمنا عضوٌ من أعضائنا ، أن سبب هذا الألم ، يعودُ إلى أن هذا العضو ينمو ، هكذا شخّصتُ وجع الروح داخلي ، بأن النفس هي أيضًا تشق طريقها إلى النُضج أحسست أن ما يقع لي الآن ليس أمرًا طبيعيًا ، أن ما أعانيه لشبيه جدًا بما يشعر به الحالم ، حين يريد الإِفْلات من شخص يلاحقه ، فتأبى أقدامه السير ، وينتهي به الأمر إلى الإغماء.
- يَزْعُم الجميع بطريقةٍ ما أني أمرّ في حالة اكتئاب حاد , وأنه حان الوقت لإظهار اهتمام مزيّف من قِبَلهم , يظنون أنّي مائل للسلبية والسوداوية , أنّي أنغمس في دوامة أفكار انتحارية , وأن حياتي قريبًا ستنتهي , أرى في أعينهم نظرات الشفقة الزائفة , وأسمع من ألسنتهم ذات العبارة الدائمة الترديد "فكر بإيجابية , الحياة حُلْوة" , ومتى قلتُ أنّها عَكس ذلك ؟ , يعتقدون أنّي هادئ بطريقة مُريبة , وأنَّ "تقلباتي المزاجية" كفيلة بإرعابهم , ينتهكون عُزلتي دائمًا بحجة أنهم قَلقون على حالي , بينما كلّ ما كنت أحتاجه هو تلك العُزلة المنتهكة ! , يظنّون السيء دائمًا اتجاهي , وأنا في الواقع لَم أكُن أُفكر إلا بِك , شَوقًا واشتياقًا.
مررت من هنا كثيراً تألمت مراراً وتكراراً ، دخلت بحالات اكتئاب سيئه وصعبه لم أنجح بها ولكن عشت معها ، ربي كن معي حين تركني الجميع حين اتعبني الجميع حين اذاني الكثير وحين أتجهت للتدخين حتي يُخفف عني آلامي.
كُلما حَاولْت الخُروج من غُرفَتي الإكْتئاب يَنْجح دائمًا في اعادتي إليْها ، القَلقْ يَغْمر رأسي ، صَوت قَلْبي يَخْفق في صَدري الفَارغ تَمامًا وصَداه يؤذيني ، القَلق يَحتَجزني رَهينة في غُرفَتي ، في رَأسي ، كُل شَخص اعْرفه سَيموت يومًا ، مُشْكلتي انَني لا اخاف الظَلام ، لا اخَاف المَوت بَل اخاف الحَياة.
لن أنسى ، كلا ! فأنا ببساطة أقول لككِ : لم أعرف أحدا في حياتي مثلكك ، أبداً أبداً . لم أقترب من أحد كما اقتربت منككِ أبداً ولذلكك لن أنساككِ ، لا ! إنككِ شيء نادر في حياتي ، ويبدو لي أنني سأنتهي معككِ 💙.
💙
بدأت تفلت زمام الأمور من يدي ، الأوضاع لم تعد تحت سيطرتي ، أحسُ أن سفينتي مثقوبة و العتمة تُحيطٌ بي من كل مكان ، خطواتي تجاه كل شيء أصبحت ناقصة ، أشعر بالضياع ، وأسوأ من هذا كله أني لا أملك سوى أن أشعر بالحسرة أمام كل ما يحدث.
عزيزي وسيدهم الله
لقد همّ الجميع بالخروج وعزمت علي إن أحادثكك بأمر شخصي ، أنا متعب يا الله ، متعب ، منهكك وهش لدرجه تحطم فأحذر و أنت تحصدني تصاب يداكك ، أنت تعهدت برعايتي كأي عُشب في حديقة ، و لكنكك تركتني بالأمس أعاني وكانت تلكك مرّتي التاسعه علي التوالي للمحاولة ، أيروقكك تعذيبي وتشاهد في صمت ؟
إم إنني متبلد ولا أصلح للانتحار؟
فقط تمنيت منكك رفيقا أكان ام حبيبا لا يرحل ولكن سرعان ما فقدت الثقة في البشر.
إليكك ما في الأمر أريد إن تصعد روحي إليكك ولن أخبر أحدا إنني بلغت ذاك الرضا ، أعلم إنكك جيدا عن بقية هؤلاء الإلهة الحمقي ، وهبت لي الحزن و الوحده ، والليل أبي ، ولا رائحة ولا لون للصباح ، لذا سيدي الله تفضل ، مسار حزني من هنا ! .
كلما خرجت ورأيت العالم ازدادت رغبتي في العودة الى غرفتي و الهروب الى النوم ، أنا في أسوأ حالاتي النفسية ولا أحد يعلم بذلك.
