تَزَوَّدْ مـن التقـوى فإنك لا تـدري ، إذا جَنَّ ليلٌ هـل تعيشُ إلى الفجرِ فكم من فَتًى أمسى وأصبح ضاحـكا، وقد نُسِجَـْت أكفانُه وهو لا يدرِي وكم من صغارٍ يُرْتَجَى طولُ عمرهم ، وقد أُدخلت أجسامُهم ظلمـةَ القبرِ وكم من عروسٍ زينوهـا لزوجهـا ، وقد قُبضت أرواحُهـم ليلةَ القدرِ وكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ ، وكم من عليلٍ عاش حيناً من الدهرِ
قال تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ "ولا شك أن الدنيا دار بلاء ومشقة لحكم يعلمها الله، ولعل من الحكم في ذلك أن لا يركن الإنسان إلى الدنيا فيخلد إليها ويظن أنها نهاية المطاف، ولكن إذا جاهد فيها فسيتعلق قلبه بدار لا نصب فيها ولا وصب، وسيشتاق إلى جوار الرحمن في جنة الخلد ... قال صلى الله عليه وسلم: إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ.