بينَ كلّ الأشياء وأنتِ صامتةٌ هكذا.. أيتها الماء الذي يجرف بنعومته صخب النهر.. من يدّثركِ من وعورة ِ الأماكن.. أنا.. بين أن تكون حياتي الخسارة أو الربح لم يبق بيدي غير حبّ المدينة و حبكِ و الأصدقاء القلائل الذين لا يستفسرون عن ضجتي و خوفي و عن نومي المتأخر .. لم يبق بيدي غير صوتي أغلق كفيّ على فمي و أصيح : أحبك أيتها الندبة التي لها جسدي كله، أيتها الكلمة التي أمحوها لأصنع لها أثراً !
يحدثُ أن أفتحَ التلفازَ لأشاهدَ الأخبار فلا يلفتُني إلا أحمرُ شفاهكِ .. أو أن أجلسَ لأتابعَ فيلمًا فأصحو عند انتهاء مخالبكِ مغروزةً في ظهري.. أحببتك بوداعةٍ لطيفة لكنْ حينما خلعتِ في آخر الفيلم ثيابك.. أدركتُ كمّ أنا بحاجةٍ لأحبّكِ بوحشية..!
لن تصيري جثة حتى إن متِّ سأفعل أي شيء لتظلي امرأة ضاحكة تشجب وتنفعل وتكتب وتشتهي وتتسلى وتنهار سأحرس عينيك وفمك وحياتك. الموت طريقنا الصعب الذي لا نعتاده مراراً سنسأل الغرباء الذين سبقونا عن محطات الوقود كأننا متنا من قبل أو عن محطات الإستراحة كأننا نود أن نموت هذه المرة إلى الأبد..!
كان يمكن أن أكون هناك في الغابات العالية مثبتاً عيني على آخر الأفق معرضاً بشرتي للهواء البارد كان يمكن تكون لي حياة منمقة مع حيوانات صغيرة و طيبة لا أصنع كلاماً غامضاً لأشرح حُزني.. "من أجل الأبدية تعرفنا على الغابة ومن أجل الحب تعرفنا على المجرات كلها" كان يمكن لي وأنا أُحاول أن أنجو.. لكنهم وأنا أحاول كانوا يسلخون جلدي في المنام…!