حبيبتي، صباحُ الخير أو مساءُ الخير، أردتُ الكتابةَ إليكِ في الصباح ثم تذكرتُ أنكِ تُحبين المساء، فآثرتُ ما تُحبين أنتِ على ما أردتُ أناوبعدًا، فقد خطر لي اليوم أن أكتب إليكِ على عجلٍ ومِن دونما سببٍ، فما كان مِن بدًّ إلا أن أسير بالحروف إلى حيثُ توصلني، وهي تعرفُكِ حق المعرفه، فلا ريب إليك وتوصل مني ما أردتُحبيبتي أهلًا، آملُ أن تكونِ بخيرٍ، وأنَ لكِ رُكنًا آمنًا تستندي عليه، وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا، وأن قلبي يطيبُ بهذا السمرأفتقدكِ كثيرًا وكأن الفقد يصيبُ الأحبةَ دائمًا، خلق اللهُ السماواتِ بغيرِ عَمدٍ وأمدّها لتضمَّ الكون كله تحت جناحيها، وسبحان مَن وهبها ثباتًا وشموخًا وعلوًا دون رُكنٍ تستندُ عليه، وددتُ لو أني سماءٌ بلا عمد؛ لأنني أجهلُ ما ينبغي علينا فعلهُ حينما تنهارُ أركاننا الآمنةَ كأن لم تَكُن أمسًا !، حينما تتفلتُ أيادينا مِن رفاق الدربِ وتسقطُ رؤوسنا بعدما ترحلُ عنّا أكتافُ الأحبه، أولئك الذين في وجودهم كانت تتكتفُ المخاوفُ وترحلُ الظلماتحينما تُحلقان بجناحينٍ فتصيبُكما سِهامُ الزمانِ؛ وتعجزانِ عن التحليق وتُعلَقَان بينَ سماء لا تسعكما، وأرضٍ لا تجدان فيها موطنًا، ونحنُ نغتربُ بقدر ما نملكهُ مِن حُبٍ للأوطان ونتشرد، يبقى جدارُ السَكنِ مُحاوطًا ذكرى أمانك وأحزانك الذي احتضنها سابقًا، وتبقى شريدًا دونهُ تبحثُ عن جدارٍ يُشبهه ويُشبه أحزانك الدافئةِ لتسكن إليه، وتبكي عليه، تستمرُ رحلةُ البحث التي تخشى ألا تنتهي، فتودُّ لو أنك سماءٌ لا تحتاجُ إلى عمَد، ويغدو المُشتركُ بينك وبين السماءِ حينها، أن كِليكما أزرقٌ باردٌ، وأنَّ ليلكمًا شديدُ السواد، تُناجي نجمة ليلك التي تلمعُ بينَ حينٍ وآخر وتسألُها، متى أُحلقُ مِن جديد ؟حبيبتي، لعل شمس سمائنا تُشرقُ لتدفئنا يومًا، وربما نُحلقُ حولها آمنين، وددتُ لو أن سمرًا بيننا دائمًا أبدًا، أحرص على مُناجاةِ نجمِك، وتشبث بجدار سَكنِك دائمًا، فالسَكنُ في دُنيانا حياهقضاها لغيري وأبتلاني بحبها، فهلا بشيءٍ غيرَ ليلى أُبتلينا.