يدخل عليك رمضان ، وليس لك قلب ولا إيمان ! كنت تبحث عن نفسك ولا زلت لم تجدها ، تخيل أنك تسرع إلى ما لذ وطاب لتنتهي من صومك بلا دعاء ! تصلي الصلاه مُستثقلاً باحثاً عن الأسرع ترفع يديك في الدعاء والناس حولك تسيل مدامعهم وعينك تأبى أن تخشع فليس ثمّة قلب يهزها ولو تعلم ان لذة البكاء هذه تفوق لذة الماء البارد على العطش. ماذا لو أن الله أعتق كل من حولك وبقيت أنت ! لم تستحق العتق، لأنك لم تسأله أصلاً. ماذا لو أنك تضحك في العيد وقد كُتبت عند الله من الخاسرين ؟ تخيل أنه قد مضئ عليك ٢٠ أو ٣٠ رمضان من عمرك ولم تفلح في أي منها ما أقسى الحرمان أيُطيقه قلبك؟ روّض قلبك من اليوم قل : يارب مُنّ علي بقلب أعبدك به، ومن يهب الإيمان إلا أنت يا الله .
أتأمل رحيل يوم وقدوم يوم وبسرعة هائلة مخيفة ! ما أن أضع رأسي على الوسادة إلا وأشرق نور الفجر وما أن أستيقظ إلا وحان موعد النوم تسير أيامنا و لا تتوقف ! وأقول في نفسي : حقاً السعيدُ من ملأ صحيفته بالصالحات . والسؤال الذي أقف عنده بماذا مُلئت صحيفتي ؟ وهل أنا أسير للأمام أم للخلف ؟ يا ترى ما وزني عند الله ؟ قف وحاسب نفسك فالأيام تم سريعاً ولن يبقى إلا عملك الصالح . فِتن الدنيا تموج بنا و الأحداث تتسارع من حولنا والأموات يتسابقون أمامنا . - فَفِروا إِلى الله -.