" والتلطف في اجتذاب القلوب إلى العلم الذي يفيد حياة الأبد , أهم من التلطف في اجتذابها إلى الطب الذي لا يفيد إلا صحة الجسد , فثمرة هذا العلم طب القلوب , والأرواح المتوصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد , فأين منه الطب الذي يعالج به الأجساد , وهي معرضة بالضرورة للفساد في أقرب الآماد ".الإحياء.
" وأعظم الأشياء رتبة في حق الآدمي السعادة الأبدية , وأفضل الأشياء ما هو وسيلة إليها , ولن يتوصل إليها إلا بالعلم والعمل , ولا يتوصل إلى العمل إلا بالعلم بكيفية العمل , فأصل السعادة في الدنيا والآخرة هو العلم , فهو إذن أفضل الأعمال ". الأحياء 48/1
" غِذَاءَ الْقَلْبِ الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ وَبِهِمَا حَيَاتُهُ كَمَا أَنَّ غِذَاءَ الْجَسَدِ الطَّعَامُ وَمَنْ فَقَدَ الْعِلْمَ فَقَلْبُهُ مَرِيضٌ وَمَوْتُهُ لَازِمٌ وَلَكِنَّهُ لَا يشعر به إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا "الإحياء.
اعلم أن الناظرين بنور البصيرة علموا أنه لا نجاة إلا في لقاء الله تعالى وأنه لا سبيل إلى اللقاء إلا بأن يموت العبد محباً لله تعالى وعارفاً بالله سبحانه وأن المحبة والأنس لا تحصل إلا من دوام ذكر المحبوب والمواظبة عليه وأن المعرفة به لا تحصل إلا بدوام الفكر فيه وفي صفاته وأفعاله وليس في الوجود سوى الله تعالى وأفعاله ولن يتيسر دوام الذكر والفكر إلا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر البلغة والضرورية.
قال ابن مسعود أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً إن أحدكم ليقرأ القرآن مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يُسْقِطُ مِنْهُ حرفاً وقد أسقط العمل به.
قال عمرو بن العاص كل آية في القرآن درجة في الجنة ومصباح في بيوتكم وقال أيضاً مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدْ أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
وسئل أبو العالية عن قوله تعالى الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هو الذي يسهو في صلاته فلا يدري على كم ينصرف أعلى شفع أم على وتر وقال الحسن هو الذي يسهو عن وقت الصلاة حتى تخرج وقال بعضهم هو الذي إن صلاها في أول الوقت لم يفرح وإن أخرها عن الوقت لم يحزن فلا يرى تعجيلها خيرا ولا تأخيرا إثماً.
#
سئل بعضهم هل تذكر في الصلاة شيئاً فقال وهل شيء أحب إلي من الصلاة فأذكره فيها.الإحياء.
&
والعبد ينبغي أن يكون راجياً بصلاته ثواب الله عز وجل كما أنه خائف بتقصيره عقاب الله.الإحياء