قد جعلتني أعرف أن الكلمة التي يلقيها حبيب إلى محبه تأتي و كأنها لغة مخلوقة لساعتها إذ ينتزع منها الحب صورًا لا يراها في مثلها من كلام الناس ، و يصيب لها في نفسه معاني لا تكون لها في ذات نفسها ، و يراها مبتدعة له ابتداعا غريبا على نسق حي ، فما ألقيت كلمة بين حبيبين إلا جاءت وهي تتنهد أو تبكي أو تضحك أو تتوجع ، أو تنظر إلى معنى من المعاني بينهما ، إذ لابد أن تضرب على القلبين أحدهما أو كليهما .