أعد شعراتي المتساقطات، وأعد معها أحلامي وأصدقائي وأيامي. أعد معها الموتى الذين يتساقطون لهذه الأرض المسماة بالوطن. لرقعة على الخريطة عدد سكانها مئة ألف شهيد، مئة ألف يتيم،، مئة ألف دمعة تمطرها أعين الأمهات والزوجات اللاتي تركن وحيدات في بيوتهن يعددن أفرشا تسكنها أرواح أحبائهم. أعد الصواريخ التي راحت تدمر المنازل والكنائس والمساجد والشوارع ودكاكين الحارة القديمة، والصومعة أعلى المدينة.. أعد الرصاص المتطاير باسم السلام. الحمام المقتول على أفوهة البنادق.. على الألغام والمدافع. أعد إلى مالانهاية، إلى منزلة لم تعلمنا إياها المدارس المقصوفة، والفصول المقتحمة باسم الدين والشريعة، باسم الجهاد والخديعة.. باسم تجار الأرواح والأعمار وأحلام الشباب وصكوك الغفران. وماذا أعد معها !؟ سنواتنا المسلوبة في معامع السياسات القذرة وقوانين العدل الدولية والمنظمات الإنسانية اللاإنسانية ورؤساء الدول وحكام الشعوب المنتخبون بأحلام الفقراء والمساكين البسيطة، بقلة حيلتهم، ومركزهم أعد دعوات المظلومين التي سيهلك بها هذا العالم، الذي ما تبقى له من الأيام سوى القليل من الأرواح المهدرة والأحلام المحطمة، والأرصفة التي حملت على ضفتها ما عجز العالم عن حمله من جبال من الهموم والآهات والحسرات والموت.~