حتى حُزني لم يكن حُزنًا بالطريقة المعتادة ، لم أبحث عن كتف لأبكي عليه ولا أذن لتسمعني ، كنت أتوسل العالم أن يتركني وشأني فحّسب،ولكنني غارق، وأعلم بإنني استهلكت مفردة الغرق حتى أن النجاة بدأت تسلُك طريقها نحوي برجاءٍ من الغرق ذاته.. ولكنّني خاوي يا الله، خاوي ولكن حتى الطفوّ يرفضني، كأن كل الثقوب التي سددتها فيّ أُعيد ثقبها.. لمَ لا ينصفني هذا الموج العاتيّ الرقيق في آن؟ لمَ لا استدلّ بنجمٍ أو بوصلة روح لمنارة الحياة؟ لمَ كان هذا العتيم طويلًا كليالي الشتاء؟