من حوالي سنة قررت حاجة مع نفسي ريحتني جدًا: أنا زعلي غالي. مينفعش زعلي يبقى رخيص بيتوزع على اللي يسوى واللي ميسواش، مش أي حد يستحق أزعل بسببه، مش أي حد يستحق اهتمام مني أساسًا لدرجة إني أزعل، مش كل شخص بيمر في حياتي يستحق مني نفسيًا مساحة توصلني للحزن على تصرف خسيس أو قلة أصل منه.. اللي لاحظته إن خفض التوقعات في البشر صاحبه جوايا تعلّق شديد ويقين في رحمة الله وكرمه، كأن عشمي في البشر اتحول لطاقة عشم وتسليم وطمع في كرم ربنا.الزعل زي المحبة، قيمته في نُدرته، وفي كونه غالي ومُصان.وصاحب وفي، ولو كان واحد فقط، خير من زحام من الزيف، هباء غالبًا هيتطاير مع أول اختبار حقيقي.ويظل العشم في الله هو الرهان الوحيد المضمون في حياتنا القاسية دي.
"لا تحنّ، تذكَّر الأسوار التي وضعوها بينك وبينهم، وكم مرة كان عليك التجاوز لتحافظ عليهم ولم يُقدِّروك، تذكَّر أيضًا أنهم تخلوا عنك وقت احتياجك لهم، وكم المفارقات الرهيب الذي هدم ما بينكم.. لا تحنّ."
الفراغ اللي بيحصل في روحنا بيتملى مع مرور الوقت، والصدمات بتزيد قدرتنا على التحمل، والمواقف الصعبة بتزيد حكمتنا على الفهم، والتجارب السيئة بتزيد وعينا، والناس اللي حاولوا يكسرونا بيزيدوا من قوة المقاومة جوانا، والجراح اللي تسببوا فيها بتلتئم مع الأيام، والمشاكل اللي سقطنا فيها بتعلمنا نحسب خطواتنا، والطريق الغلط ممكن يكون مفتاح طريق صح، ومش كل الحاجات السيئة اللي حصلت في ماضيك لازم هتتكرر.
هو ازاي ممكن وجود حاجة ف حياتي كنت شيفاها نعمة كبيره من عند ربنا وكلها خير ليا .. فجأه يتحول كل دا واحس انها بقت اكتر حاجة بتئذيني نفسيًا ووجودها عقاب ليا ومدمرني !
من نِعم ربنا علينا العلاقات اللي بتخلص، وبنعرف قيمة نفوسنا بعدها، بنعرف إننا مكناش نستحق الألم ده كله، الألم فعلًا أفضل درس في الدنيا، وإننا نستحق الأفضل بكتير، حتى لو فينا عيوب؛ ما إحنا مش مطلوب مننا نبقى ملايكة عشان نعجب! نستحق نبقى مع ناس يشوفونا الأجمل، نستحق نبقى مع ناس منهونش عليهم.
أتمنى كُل حاجة تبقى الخير لينا حتى لو مش زي ما احنا عايزين تمامًا، كُل حاجة تبقى خير في نهاية المطاف ونرضى باللي ربنا كتبه لينا وننسى اللي مش مكتوب لنا.