"رحمة"

June 02, 2021

2/6/2021

تكاد رأسي تنفجر من كثرة ما تحويه من أفكار !
اجتمعوا كلهم ليأكلوا عقلي، ويروني حقيقة نفسي أمامي ..

أنا لستُ أنا التي اعتدت عليها حتي في أسوأ حالاتها، لا أعلم هل هو تأثير المرحلة الجديدة، أم أنني أتغير بمعدّلات الزمن دون المواقف !
كان معها كل الحق، أفعالي باتت غريبة، أصبحت قاسية .. حادة، أخدش كل من يفكّر بالاقتراب مما يخصّني !
وكأنني كنت أنتظر تلك اللحظة، لا أعلم هل يتصرّف الجميع بغرابة، أم أن عقلي تقلّص فجأةً وبدأت أُخرج كل المشاعر المخزَّنة علي اختلافها قبل لُقياه ..

قالت لي أمي ذلك اليوم أنني أصبحتُ شخصًا آخر، لم أعد أهتم لأمر أي أحد، أتظاهر فقط بالاهتمام، لكن .. من داخلي لا أشعر بصدق اهتمامي بهم، أصبحت أكثر كتمانًا لكل ما يخصّنا، وكلما هممت للنطق بكلمةٍ كردِّ فعلٍ طبيعي، ومشاركة معتادة لما يُقال أمامي .. أتراجع، وكأنني أحكِم قبضتي عليه داخل يداي فلا يراه أحد، ولا يسمع عنه مني أحد، أخشي أن أصل لشيءٍ من الوسوسة، أخشي أن أجنّ من تغييري المفاجيء .. عزائي أنني سأتّزن، لا أعلم كيف، لكن .. أعلم أن الله لن يتركني في دوامتي وأنا أمَته التي يحبها ..

وعلي الجانب الآخر .. أسمع أخبارًا سيئة، وأتجنبها بكل ما أوتيت من قوة، وكأنني لا أري، لا أسمع، ولا حتي أتكلّم ..

أشعر بذلك المرض الجديد ولا أستطيع تجاهله، أري حلقاته رأي العين أمامي في الواقع، تلك الغابة التي وضعنا بها، والطريق الذي لا تعلم له نهاية، فقط أنت تنتظر نهايتك وبأي شكل، هُوّلت الدنيا في أبصارنا حتي رأينا أي جديدٍ فيها غريب، إما ينكره العقل إنكارًا تامًا كما فعلت منذ سنة، وإما يراه في كل الأماكن وحشًا يوشك علي إلتهام الجميع، أنت لا تعلم كيف ستنتهي حياتك، حتي أن معالم غدٍ في ذاتها أصبحت باهتة، باهتةً بشكلٍ تحبّه وهِمت فيه، حتي أصبح لا يهمك شيء، صوتٌ ما يصرخ داخلك، تري صريخه ولا تسمعه، فتدير له ظهرك، وهو مقيدٌ تمامًا عن الحركة، وتمشي في عكس ما يريدك أن تمشي فيه ..

وهناك .. أراني فيها، وأراه فيه، وأدعو ألا يذيقني الله ما تذق، وألا يذيقه الله ما ذاق، وأن يجيب دعاءها، ويجبر خاطرها ويطيب قلبها في أقرب وقت ممكن.

#7oreya