أنا لا أؤمن بأن هناك أسباب للفراق، المُحب إن أراد البقاء لو كنت أسوأ من في الأرض سيبقى معك حتى تصبح أفضلهم أو يتقبلك ويستوعبك بكل مساوئك وعيوبك، لكنني أؤمن بأن هناك سببًا واحدًا يدفعنا للرحيل،التراكمات ياصديقي، تلك التفاصيل التي تغير مجرى حياتنا، اللحظات التي نقضيها وحدنا في وقت من المفترض ألَّا نكون وحدنا أبدًا، الأفعال التي تقتلنا ونعاتبهم عليها دون جدوى حتى نضطر لتجاوزها وحدنا من أجل الحفاظ عليهم، تؤلمنا المواقف التي كانت تستدرجنا للبكاء من قسوتهم وبطشهم وظهورنا في كامل ثباتنا وهدوئنا كما لو أننا لم نتأثر، كل مرة كنا نبكي من قسوة مانشعر به من أفعالهم وعدم تقديرهم الكافي لنا حتى نفقد هويتنا وثقتنا التامة في أنفسنا، في كل مرة كان ينبغي علينا أن نرحل لكننا صممنا على البقاء واعتبروا تشبثنا بهم ضعف بل أجادوا في تحطيمنا ومع ذلك لم نرحل؛التراكمات البسيطة التي إن اجتمعت تجعلنا نركض في طريق الرحيل دون النظر للوراء أبدًا، لأننا تحملنا، تحملنا أكثر مما ينبغي، حتى انفجرنا تمامًا فـ لم يهمنا إلا الخروج من هذا النفق بأقل الخسائر الممكنة، أقصد بألَّا نخسر ماتبقَّى منَّا.