سنرجع خبَّرني العندليب غداة التَقينا على منحنى
بأنّ البلابل لمّا تزل هناك تعيش بأشعارنا
ماله اللي بكتبه ياسيدي ؟!
لكن على كل حال الإنسان مليء بتناقضاته، ولكل مقام مقال، ومثل هذا إن يكن في مجال عملي تصرعني الذئاب وإنما نستأسد لهم كضواري الفلاة المستوحشة فلا يطمع فينا أحد، فإذا لقينا إخواننا وأحبابنا كنا بين أيديهم أرق مما ترى، وفي كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه.
وإن الذي يقرأ مثل هذا الكلام دون أن يضبطه بضابطه ويضعه في نصابه ويحرسه بحسن الظن وفهم الغرض يُسيء الظن فينا ويضل به.
وكاتبه في مشغلة عظيمه يعمل يوميًا لستة عشرة ساعة تقريبًا وإنما هذا فراغه النادر فلا يكن هو مشغلتك وقت جدك فتفرغ حياتك من المعنى والقيمة.
فهذا استرواحنا لا استرواح لنا غيره مما يستروح به الناس فإن تضيقوا به فقد ضيقتم علينا سعة نحن لا نملك غيرها.
به يُحدد ما يجب وما يليق ولا يُحدد له، فليست مسابقة لاختيار الأكثر مناسبة بين المناسبين، فالأمر معقد ومتشتيك، فإن يكن الرفيق يكن لأجله وبه وله كل شيء.
وددنا لو قطعنا إليكم بأشواقنا الغياب فكنّا وإياكم ممن طاب جمعهم واستقام أمرهم ودامت صحبتهم إلا أن الله قدر أن تكونوا بلاءه في قلوبنا يُقيم بكم علينا الحجة أن كل صفاء في الدنيا إلى كدر وأن كل اجتماع إلى فرقة وأن كل تمام إلى نُقصان.
وإني لأتذكر الذي كنّا عليه والذي آملناه فأذوب حنينًا يكاد يُعانق جزئي كلي وإن جوارحي لتتضام إلى بعضها تضام المصتك بالبرد الشديد من فرط ما أجد من الوحشة بغيابكم، وإني علّم الله لأتصلب للنائبات تصلب الصخر يحسبني من يراني وقد لقيت أهوالًا أنني بلا قلب فإذا خلوت لم أجد بكم غير الدمع أذرفه هتان أثوب إليه كما ثاب يعقوب النبي أردد : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله.
وإني لتصعقني الذكرى بكم فتغشاني منها أخذة المجاذيب لا يدرون فيم وبم وكأن فقدًا لم يقع وفراقًا لم ينزل فتكون كسكرة المخمور لا يلتذ فيها إلا بأوهامه، فإذا انتبهت تصدعت نفسي لهول فقدكم تصدع المستفيق على النبأ العظيم، ولولا أن يكون الله برحمته لتشقق قلبي وتقطعت نياطه حزنًا عليكم : فيا أسفى على يوسف.View more
الغياب بريد الكلمة وحاملها إلى أصحابها.
وددت لو مساحة أُقرأ فيها دون أن أُعرف بشخصي ليس لمذمة به ولا منقصة وإنما صيانة لنفسي وترفع إذ أن أكثر ما يعتمل في نفسي ليس مما لا أحب الإعلان عنه مقرونًا بي.
+ 1 💬 message
read all
التذكر والنسيان من أعمال الإرادة لا القلب، فكم من ذكرى موغلة في القدم تحرسها إرادة على التذكر في أعماق القلب فلا تسمح لها بالتفلت أبدًا، وكم من أُناس يمرون بنا وترحل عنّا أسماؤهم قبل رحيلهم.
والذكريات قد تقتل وتُفسد وقد تُصلح وتُبهج وليس كل الناس الذين يحرسون ذكرياتهم يتمتعون بذلك النضج الذي يزنون به الأشياء زنتها الحقة واضعين كل شيء في نصابه وبقدره، فمن يكن ذا حاله فلا بأس عليه، أما المتعلقين بأهداب ما مضى مما لا سبيل إليه فليس لهم إلا حمل أنفسهم بإرادة على النسيان يستنقذون بها أرواحهم من التمزق والتشتت.
أما أنا فقليل ما يعلق بي من الذكريات والناس وإني لأُجهد عقلي على تذكر شيء عادي جدًا بينما يظل البعض مكين في القلب والنفس كأنما نُحتت ذكراه في عقلي وقلبي، وأولئكم النفر قد صالحت نفسي عليهم وتقبلت وجود ذكراهم وإن رحلوا بل وربما لا أسعى إليهم ويظل الذي لهم في نفسي على حاله لا يتغير وذلك قد لا يصلح لكل الناس.
فالتقبل والنضج يُعيناك على تقبل ذكرياتك والسلامة منها وبدونهما فلابد من النسيان، ولا يكون النسيان إلا بإرادة نفسية تكف الخاطر وتردع الفكر وتحرس القلب.View more
+ 27 💬 messages
read all
فين الغيبة دي ؟! بدور عليها مش لاقيها 😅
النصوص كتير بس اللي يقرأ بقى 😅
وانت بخير ياغالي
ربنا يكرمك
استعد بقى لمباراة جديدة
