تستطيع أن تُلاحِظ بأن إنتباهي للأشياء ضعيف ومُشتت لدرجة أنني أحياناً أشعُر بأن الأشياء من حولي كانت متواجدة وواقعية إلي أن أدركتها فبدأت في الزوال والتلاشي .. لديّ شوق ورغبة دائمة بأن ألتقط لمحة واحده فقط من الأشياء قبل أن تُظهِر نفسها لي وأُدركهم فِعلياً .. أعتقد أن الاشياء وقتها تبدو جميلة وهادئة يجب أن يكون الأمرُ كذلِك لأنني دائماً ما أسمع الأشخاص من حولي يتحدثون عن جمالها
لو كان قصاصة لتخلصنا منها في غمضة عين لتصبح.. رماد! لو كان صورة لأخفيناها في الدرك الأسفل من.. الذاكرة! لو كان لحنا مشروخا لتجاوزنا دربه وتغاضينا عن حزنه وصممنا حنيننا عن صوته الملفت! لو كان موسم لـ جاملناه كما نجامل الربيع! أو لـ أهملناه كما أهملنا الخريف! لو.. ولكنه..القلب
صباح الخير للغرباء الذين لم يعرجوا على القلب للذين بقيت أحاديثهم خطف الراحة للباقين على ارائكهم الثابتة صباح الخير لـ المصغية قلوبهم لقصصنا ولـ الشاردة أعينهم في..الأفق
لم نعد نحن.. لذا زاد الحِمل على عاتق القلب لم تعد خياراتنا في الدرب في الشوق، في العمر و في المسافات شتى! لم تعد صدورنا تتسع للوجه ذاك والعتب ذاك والعذر ذاك والحق ذاك لو كان للقلب او حتى عليه! لم نعد نلاحق الشتيمة تلك او الجور او الهزيمة او الاقصاء لنرد الصاع بضعفه
أ ويتسع به قلبي.. أ تعود الثقة إلى مكانها المألوف أ أراهن عليه العمر مرة أخرى أ ادنو منها تحيتك الودودة أ ألقى فيها عينيك الأمان أ أصغي إليها دعوتك الخجولة أ أرجع بعدها بالسعادة جذلى أ أرغم القلب على اعترافي الأشهى أم أنجو به قلبي من شرك الغِوَايَة
في صدري... أغنية يتمادى فيها..العتب تتلاقى فيها الوجوه يتلاشى فيها العمر أصالح بها عينين بنيتين من أسى وأغفر لهما ذنب القطيعة في قلبي أسراب سنونو اطمأنت بـ وعد على قارعة الحب فهرعت إلى هناك و لم تجد إلا نوايا الهلاك