نعم لم تكن روحي هشة إلى هذه الدرجة ، ولم يكن بكائي بهذه السهولة ! والآن أمست أبسط الأشياء تبكيني ، صورة حزينة ، خبر حزين ، أغنية عاطفية ، ذكرى قديمة ، صور غاب أصحابها ، رواية نهايتها فراق ! تغيرت كثيراً فقدتُ الكثير من صلابة روحي لم أعد ذلك المتماسك أمام تقلبات الدهر.
ما الذي وجدتموه فيها ؟ الم تكن كـ يناير الماضي ؟ الم يكن الشتاء كهذا ؟ والحزن كاليوم ؟ ماالذي اختلف ؟ الحزن نفسه ، والانطفاء ذاته ، و لكن هذه السنه مختلفه قليلاً فحزنها أعمق وجرحها يؤلم اكثر.
" لقد كنتُ أتأمّل بتفكيري كلّ يومٍ منذ وصولي إلى هنا لمَ قد آلت الأمور لهذا المآل؟ أجسامٌ و عقولٌ تالفة قومٌ فاقدون لحريّتهم و قومٌ فاقدون حتّى لذاتهم ، لو كانوا يعلمون أنّ الأمر سينتهي هكذا لما كان ليخطو أحدٌ خطوةً على ساحة المعركة. لكن شيئًا ما يدفع بهم من ورائهم، و يسيّرهم نحو الجحيم ، عادةً، ذلك الشيء ليس إرادتهم نفسها، إنّما يُجبرون على ذلك من طرف أحدٍ أو من طرف بيئتهم. لكن الذين يدفعون بأنفسهم يُبصرون جحيمًا مختلفًا عن الذي يراهُ سائرنا ، إنهم ينظرون لشيء وراء ذلك الجحيم لعلّه يكون الأمل، أو لعلّه يكون جحيمًا آخر . وحدهم من يستمرون بالمضي قدماً يعرفون الجواب اليقين 🖤. ط
"هذه الحياة فتنة في النّعمة والجمال، وفِتنة في الحزن والقبح، فكما الضلال والكِبَر افتتانًا بالعطاء معصية، فكذلك اليأس والسأم والاستسلام افتتانًا بالهزيمة معصية، فهذا قنوط من رحمة الله، الذي لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها؛ يا ربّ علّمني كيف أحزن بخفّة لا تنهش قلبي المُعنّى".
"حينما تشعر بأنك لم تعد في قلبِه، وأن ما بينكما أصبح غريبًا، و لم يعد يضمُّ تلَفُّتكما معًا، وأن صدق حدسك فيه، تجلّى أن يكون حزنًا لا ترضى احتماله؛ لأنّك أدْرَكت أنّ من وهبته كامل قلبك، لم يرعَ عهدكَ أبدًا"
کانوا یجردونني للهاویه جراراً و یُعذبوني هُناك لـ أتذوق طعم السّم و أتقيئ طعم لذة الحیاة الذی عِشتها تلك التي لم تصل لذتها لـ أنفي بعد، فقط ببساطه لأن لم یعجبهم مَظهري .