#فَائِدَة:-
أنواع هَجْر القرآن:
"هَجْرُ القرآن أنواع:
أحدها: هَجْرُ سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هَجْرُ العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإنْ قرأه وآمنَ به.
والثالث: هَجْرُ تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقادُ أنه لا يُفيد اليقين، وأن أدلَّته لفظية لا تُحَصِّلُ العِلْم.
والرابع: هَجْرُ تدبُّرِه وتفهُّمِه ومعرفةِ ما أرادَ المتكلِّم به منه.
والخامس: هَجْرُ الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأَدْوائها، فيَطلُب شفاءَ دائه من غيره، ويَهْجُر التداويَ به.
وكلُّ هذا داخلٌ في قوله: ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) )، وإن كان بعض الهَجْر أَهْوَنُ من بعض.
وكذلك الحَرَج الذي في الصدور منه:
- فإنه تارةً يكون حرجًا من إنزاله وكونه حقّاً من عند الله...
- وتارةً يكون من جهة كفايته وعَدَمها، وأنه لا يكفي العباد، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات أو الأَقْيِسة أو الآراء أو السياسات.
- وتارةً يكون من جهة دلالته، وهل أُرِيد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب؟ أو أُرِيد به تأويلُها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرَهة مشتركة؟!...
فكل هؤلاء في صدورهم حَرَجٌ من القرآن، وهم يَعْلَمون ذلك من نفوسهم، ويَجِدُونه في صدورهم.
ولا تجدُ مبتدِعًا في دينه قط إلا وفي قلبه حَرَجٌ من الآيات التي تُخالِف بدعتَه، كما أنك لا تجدُ ظالمًا فاجرًا إلا وفي صدره حَرَجٌ من الآيات التي تَحُول بينه وبين إرادته.
فتَدَبَّرْ هذا المعنى، ثم ارضَ لنفسك بما تشاء".
ابن قَيِّم الجَوزية –رحمه الله-
#مهاجر
"هَجْرُ القرآن أنواع:
أحدها: هَجْرُ سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هَجْرُ العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإنْ قرأه وآمنَ به.
والثالث: هَجْرُ تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقادُ أنه لا يُفيد اليقين، وأن أدلَّته لفظية لا تُحَصِّلُ العِلْم.
والرابع: هَجْرُ تدبُّرِه وتفهُّمِه ومعرفةِ ما أرادَ المتكلِّم به منه.
والخامس: هَجْرُ الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأَدْوائها، فيَطلُب شفاءَ دائه من غيره، ويَهْجُر التداويَ به.
وكلُّ هذا داخلٌ في قوله: ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) )، وإن كان بعض الهَجْر أَهْوَنُ من بعض.
وكذلك الحَرَج الذي في الصدور منه:
- فإنه تارةً يكون حرجًا من إنزاله وكونه حقّاً من عند الله...
- وتارةً يكون من جهة كفايته وعَدَمها، وأنه لا يكفي العباد، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات أو الأَقْيِسة أو الآراء أو السياسات.
- وتارةً يكون من جهة دلالته، وهل أُرِيد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب؟ أو أُرِيد به تأويلُها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرَهة مشتركة؟!...
فكل هؤلاء في صدورهم حَرَجٌ من القرآن، وهم يَعْلَمون ذلك من نفوسهم، ويَجِدُونه في صدورهم.
ولا تجدُ مبتدِعًا في دينه قط إلا وفي قلبه حَرَجٌ من الآيات التي تُخالِف بدعتَه، كما أنك لا تجدُ ظالمًا فاجرًا إلا وفي صدره حَرَجٌ من الآيات التي تَحُول بينه وبين إرادته.
فتَدَبَّرْ هذا المعنى، ثم ارضَ لنفسك بما تشاء".
ابن قَيِّم الجَوزية –رحمه الله-
#مهاجر