حظي عاثرٌ بأنْ رأيتُ نصف الكوكب اليومَ صدفةً، و لمْ أرى ظلكَ حتى.
_ أتغارين ؟
- سؤالٌ ساذج، بالطبعِ لا !
_ و لِما انفعلتِ هكذا ؟
- لأنكَ غيرُ منطقيٍ أبداً، أتسألُني إن أصابني داءُ الغيرة من سفيهةٍ مغرورة ، أغوت رجلاً فمالَ لها.. و هكذا يميلُ لها الرجال .
_ هو الأمرُ رجل، و هل يحتاجُ تبريرك هذا تجريحاً بِحقِها، حتى و إن كانتْ كما قُلتِ فلا تذكُريها بسوء، خِشيةَ ملامةِ الناسِ لا ملامتي و إن كُنتُ كرهتُ هذا فاليوم يمر و لكن غداً إياكِ .
- تقولُ هذا و كأنكَ تخشى عليها كلاماً عابراً فيجرحَها، أواقعٌ أنتَ بِحُبها ؟
_ كفاكِ هُراءاً و اسمعيني! إن بقيتِ ترتدينَ ثوبَ اللامُبالاةِ هذا فانزعيهِ حالاً. عليكِ الاعترافُ بأنّ فوزها بشخصٍ أحبها و أحبته فوزٌ عظيم بينما أنتِ هُنا متمسكةٌ بخسارةٍ فادحة، حُبٌ من طرفٍ واحد! هذا هُراء .
- أليسَ هذا قاسياً بعضَ الشيء؟
"ما تكتبينَ كئيبٌ جداً، كما أننا نُريدُ قراءةَ شيءٍ مُبهج يُدخلُ لقلوبنا فرحاً فقدناه".
ليسَ الأمرُ و كأني أكتبُ لذوقِ شخصٍ ما و إنما أكتبُ لنفسي ، لروحي ، لعقلي و لا أكتبُ ما أخططُ له بلْ ما يخطرُ في بالي سريعاً.
أتركُُ البهجةَ لِأعيشها بِوقتها لا لِأكتبها ، فالكتابةُ لديَ لمْ تعد موهبةً أو هواية بلْ تنفيساً عن الغضب و إن صحَ القول هروبٌ من التفكيرِ الذي لا طائل له.
قد لا تكونُ الأحلامُ دائماً جميلة لكنها على الأقل تُرينا شخصاً نُحبهُ بعيداً فيغدو قريباً ، متشابكي الأيّدي ، و نهتدي سبيلاً لِحُبِنا بعناقِ أرواحنا و تشابكِ الخيوطِ التي تختلفُ ألوانها، لا بأس إننا معاً؛ لكنَّ السيءَ في كُل هذا أنَّ استيقاظنا بمثابةِ السقفِ الذي سقط و أنّ واقعنا مُختلفٌ تماماً.
لكنّي مختلفة و لنْ أقولَ بألا نحلم بل أن نستمتع بذاكَ الحُلم و نستمتعَ بهذا الواقع و نفصلهُما بمقصِ المنطق ، فتشابك الخيوطِ لا يستمر .
من المؤسفِ أنَّ جملة " انتِ أكتر وحدة طموحة و عندها شغف بالعالم كُله" أصبحتْ جملةً للاستعراضِ فقط و أنَّ هبة الحقيقة شخصٌ يتغير و ينقصُ شغفهُ عند أي مُنعطف.
أجل تتبدل الأولويات، كما لم تكنْ أنتَ بالمقدمة و كأنَّ شيئاً لمْ يكن، تصبحُ الحياة بِهُمومها أخفُ وطأةً من برودك.
تخيل فقط أنَّ هدوءك ذاك و انغماسك في الحقائق دوماً مثيرٌ للاشمئزاز، و لم تعد كلماتُ النمذجة صيحةً من صيحاتكَ المتكررة.
الجمالُ الذي تبحثُ عنه يستترُ خرفاً منكَ و جزعاً من أفكارك، ربما تكونُ مريضاً نفسياً .. مهلاً ربما كِلانا . حسناً لا بأس،و إن كُنا كذلك أعدكَ قتلك قبلَ قتلي.
تتبدلُ الأُمنيات يتبدلُ الحُبْ ليصبحَ هوساً ثُمَ أموتُ غَماً.
سرابْ / مذكراتْ .
قرأتُ مؤخراً في كِتاب العلاقات الخطرة أنَّ مشاعرنا و عواطفنا السريعة و الجياشة اتجاه الأشخاص لا تكونُ لهم حقاً، أي أنَّ هذهِ المشاعر من الحُبِ
مثلاً قد تكونُ لشخصٍ آخر كالحُب الأول ،الأم،الأب أو غيرهم .
فالحقيقة ما صدمني هو أنَّ ما كُنتُ أُفكرُ فيهِ طوال تلك السنين هو حقيقة، فأنا لم أكن أُحبهُ حقاً و إنما كنتُ أرى نفسي فيه، ذاكَ الشعورُ بالحنينِ للقراءة و ملاحظةِ أدقِ التفاصيل بين العلومِ و الدينِ و الحياة و بين الفلسفةِ الحية و الميتَة و بينَ موازيين الكونُ كُلها و بينَ أحلامي و وقوفي على المسرحِ و تلكَ الذكريات ، كنتُ أراني فيه .
أراني فيهِ حتى عُميتُ عن نفسي و أحببتُ نفسي في آنٍ معاً ❤️
اليقينُ الذي كنتُ أبحثُ عنهُ كانَ قريباً مني حيثُ ألمحه لكنّي عُميتُ بسوءِ فعلي فما كانَ لي سوى أن أُبصِرَ نفسي و أغوصَ في أعماقي و أثقْ.
مش جاي ع بالي أكتب
How much?
و مين ؟