"كم أغبط أولئك المتصالحين مع أوجاعهم وآلامهم، يُطببونها بالإيمان والتقوى والتسليم الأعمى لا لله فقط، وإنما لعباده أيضاً، يحقنون أنفسهم بإبر مُخدّرة من آياتٍ وأحاديثَ، يحملونها على غير محملها، ولكنها تريحهم من عناء الهَمِّ والكفاح في هذه الحياة، وتعطيهم أملاً بأن المستقبل سيكون "الجنّة"، فلا داعٍ لأي مستقبل هنا على هذه الأرض الملئية بالأشرار، الذين يحتاجون للصبر والاحتساب فقط... مع أنني أمقت نمط التدين هذا إلا أنني مؤخرًا صرت أحسدهم، لأنّهم مُعفون من آلام كثيرة، يعانيها ذلك الإنسان الذي يؤمن بأنه "خليفة الله في أرضه" وبأنه مأمور بالعمل حتى قيام الساعة، وعليه أن يحمل الفسائل ويغرسها في كل وقت، لكن في وقتنا هذا لا مجال لهذا الخليفة إلا أن يتلقى الصفعات والصدمات الواحدة تلو الأخرى.. لا يعرف كيف يردها ولا كيف يتقيها..! وفي الوقت ذاته هو مأمور بأن لا ييأس... ربما يكون هذا الأمر الإلهيّ الأثقل على النفس أن لا نيأس.. "
ثَمَر على وشك السقوط عن الشجرْ تلك النهايةُ و البدايةُ أو كلامٌ للسفرْ في آخر السردابِ ينكسر الفضاءُ و يتَّسعْ لا نستطيع البحثِ عن شيء و عن قولٍ يُحَرِّر حائطاً فينا . وتنفتح الشوارعُ كي نَمُرّ ظلاَّن ينفصلانِ عنَّا, ثم ينتشرانِ ليلا لا يُحَسُّ ولا يُرى مَنْ يستطيعُ الحب بعدك ؟ من سيشفى من جراح الملح بعدَكَ ؟ في زواج البحرِ و الليلِ استدار القلبُ نحوك لم يجدنا ,لم يجد حَجَلاً تَزَيَّا بالحجرْ في آخر السرداب نبلغ حكمة القتلى, نساوي بين حاضرنا و ماضينا لننجو من كوابيس الغدِ أيَّامنا شَجَرٌ . وكم قمرٍ أرادَكِ زوجةً للبحر كم ريحٍ أرادت أن تهبَّ لتأخذيني من يدي أيامنا ورقٌ على وشكِ السقوط مع المطرْ لم تبقَ للموت سوى الحجيج الأخيرةِ.لا مكانَ لنا هنا لنطيلَ جلستنا أمام البحرِ.فلنفتح طريقاً للزهورْ ولأرجُل الأطفالِ كي يتعلموا المشي السريع إلى القبورْ كبرت تجاربنا و ضاق كلامُنا فلننطفئْ ولنختبئْ في سيرةِ الأسلاف و السفرِ المؤدِّي للسفرْ -محمود درويش https://soundcloud.com/yoseph_almssnid/gibei95rrosn
وعيونها يا طيري وتقول فنجان فنجان بالقيهيوة ممتليه يا عيونك سود و حلوة يا عيونك، وسنونها يا طيري وتقول مرجان، مرجانة على اللولو مختلية يا عيونك سود و حلوة يا عيونك، وكفوفها ياطيري تحمل فيها الغيم، ياغيمة علي الموارث معتليه ياعيونك سود وحلوة ياعيونك. ❤