"أعلم أني لست على ما يرام!
وأني أقف وقوف العاجز، الذي ذابت محاولاته كلها دون أن تتقدم به خطوة واحدة، وقوفَ من أُسقط في يده، من تتداعي في لياليه دواعي اليأس لكنه لا يفعل.
أعلم أني أقارع هذا كله وحدي، أقطع برفقته الطريق إلى أيامي ومهامي وأحبابي بمشقة، فلم يصل ريحها لأحد، ولم يسعني إلى الآن أن أتشاطرها مع رفيق.
وأعلم أني أستطعم الحياة بطعمٍ لا يُعهد، هتافات الإنجاز لم تعد تُطربني، وبهجةُ الفجر الذي يهزم أزقة الظلام لم تعد تُبهجني، أصبح كُل شيء يمرني مرورًا عاديًا!
أفيء لفراشي كل ليلة، أطفئ أنواري دون أن ينطفئ ضجيج الأسى في صدري، وزحام المعاناة الذي أحس به يظلني، وهتافات الإستسلام التي لا تنفك تفارقني.
أحدثني بـ لا تخف ولا تحزن، الليالي الصعبة إن لم أستظل ببركاتها في هذه الدنيا، ففي الآخرة عند ربٍ كريم نعيم عظيم.
أحاول أن لا تنقص حبال الصبر، ولا يخبو في قلبي طرقُ الباب الذي لا يرد أحد، ولا أعتقد إلا الإيمان بأنه الخير مهما كان شاقًا، وأنَّ عاقبته لن تكون شيئًا معتادًا، ستكون فوق ما أأمل! وأكبر مما أرجو!
مهما كانت الصراعات في عمري، ثمّةَ نعيم، ثمّة لحظات مُعدة، ومقاعد صدقٍ، وخالدين.
المهم أن أسعَى من أجل أن يحبّني وحده سبحانه، أن أرعَ رؤيته وإحاطته، ألا يهزمني الهوى فيضلني عن رضاه، ولا تهولني الجراح فهو أهلُ المغفرة و الجبر العظيم، أن أعود في كل مرة، ولو أفنيتُ العمر بخطايا تُلهب روحي.
هذا هو المُعترك الذي يستحقّ معاركي إلى أن أُفضي إليه، وما سواه -مرّ و سيمرّ -".
View more