الأشخاص اليائسون، الذين يأتونك في لحظاتهم المريرة و يسألون بكل تعب لماذا خلق الله الشر؟ تعال يا صديقي لأخبرك، أليست هذه الدنيا؟ أليس الشيء الوحيد الذي رزقنا الله إياه هو الاختيار؟ نحن لم نختر الشكل الذي نبدو عليه، ولا المكان الذي ولدنا فيه، نحن لم نختر أصولنا و عائلاتنا، لكن الله وهبنا أمرًا وحيدًا، أن نختار الكيفية التي نريد بها أن نمضي بها حياتنا. أليس هذا هو الاختبار الرئيسي في هذه الدنيا؟ هناك من يختار الطرق السهلة كالكذب و الغش، و جميعها تؤدي إلى تكدس الذنوب على القلب و ضعف نور الإيمان رويدًا رويدًا حتى يتلاشى و يختفي، و فجأةً ترى الشخص قد أعلن إلحاده. هل عندما قررت ألا تؤمن بوجود الخالق توقف الشر عن الحدوث؟ هل ساد السلام؟ هل توقفت الحروب و المجاعات؟ ثم تعال هنا.. إن كان وجود ظالم و مظلوم شيئًا حتميًّا في الدنيا، فماذا سيحدث لو مات المظلوم مظلومًا ولم يأخذ حقه، إن لم يكن هناك آخرة و يوم حسابٍ كما تزعم. هناك أشخاصٌ يختارون الشر، و الشر ابتلاء، أحيانًا لا يمكننا مواجهته فإما ننأى عنه أو نصبر و نلتزم الدعاء، نحن نؤمن أن الخالق سينصرنا أبدًا، نؤمن أنه لن يضيع من أحسن عملًا.. هناك دومًا حكمةٌ من كل ابتلاء، نحن ننضج و نتعلم من أخطائنا و أخطاء غيرنا، لنعرف كيف نسلك الطرق الصحيحة بينما تمضي بنا الحياة.
في الخامسة فجرًا، مكالمة دامت لعدة ساعات، أحاديث طويلة عميقة. تسقط كل الأقنعة ولا يبقى إلا القناعات، المبادئ و الأفكار الصادقة، نتحدث بأرواحنا لا بألسنتنا، التواصل أعمق، رباط الصداقة لربما بات أقوى، أو ربما هي فقط قوة وجودنا معًا.