لا تعلمين، ولا أحد يمكنه أن يعلم، بأني أُسحب نحو اللاشيء يومًا بعد يوم، لحظةً بعد لحظة، ولا تعلمين بأني أكتب إليك هذه الحروف المُسننة في يوم عيد، لا تعلمين بأني أُحبك جدًا، جدًا للحد الذي يجعلني أتحدث إليك، رغم يقيني بأنكِ لا تهتمين وتقرإيه بعد عدة ايام .?
أخبرها قبل ذهابك واني اعلم انك ذهبت لكن ارجع ايها العيد واخبرهاأنها جميلة عنيدة بيضاء وتقتلني قل لها أن عليها أن تكون عاديةً لمرةٍ واحدة وأن على اسمها أن يصمد قليلاً تعبت وأنا كلما ذكرت اسمها من فرطِ رقتها يذوب في فمي .
ليس ثمة أسوأ من الذي لا يعتريه شعورٌ بالندم، الذي يرمي الناس بكلماته الحادة ولا يعتذر، يتلاعب بمشاعرهم ولا يأبه، ويدهس على قلوبهم دون أن يلتفت، لا يوجد إطلاقًا أسوأ من هذا الذي انسلخ عن إنسانيته ليتسربل برداء حشرة.
ياتراا حد بعرف كيف المواصلات من سحاب لشارع الاستقلال ?
لكنك لا تعلمين، عن كل ألمٍ سُكب في روحي بعدك، عن كل كلمةٍ قُتلت في صدري واستبدلتُها بصراخ وبكاء وتحديق، لا تعلمين عن كل الذي يجري بداخلي الآن، عن كل تلك الصروح التي هُدمت، والتي بنيتها لأحمي قلبي.
وقبل أن يقترب منها حاملًا جُل مشاعره في عينيه- لأن قلبه لم يكن متسعًا كفاية لحملها- رأى ملامحها الغير مكترثة، ومشيتها الباردة، أدرك بأنه يجب عليه الرجوع من حيث جاء، تاركًا كل شيءٍ؛ يسيل من عينيه.