"إنَّ المؤمنَ يُصبحُ حزينًا ويمسي حزينًا، ولا يسعُهُ غيرُ ذلكَ، لأنهُ بين مخافتين: بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنعُ فيه، وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما يُصيبُ فيه منَ المهالك."- الحسَن البصري.
___
خطب أعرابي فقال: أمّا بعد، فإن الدنيا دار ممرّ، والآخرة دار مقرّ؛ فخذوا من ممرّكم لمقرّكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففيها حييتم، ولغيرها خلقتم، اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، إنّ الرجل إذا هلك قال الناس: ما ترك؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟ فقدّموا بعضا يكون لكم قرضا، ولا تتركوا كلا فيكون عليكم كلّا، أقول قولي هذا والمحمود الله والمصلّى عليه محمد.📚 العقد الفريد ٤/٢٣٥