أحب أن أسمع أصوات أصدقائي بعد أن ينعم الله عليهم بنعمة الخطبة أو الزواج بمن يلتمسون فيهن الخير لهم في الدنيا والآخرة، أحب أن أراقب ملامحهم، وأن أرى الذي خلف قسمات وجوههم، أن أرى أعينهم تفيض من الفرح، والجبر، والأمل، أن أراهم يقولون اللهم سدد، اللهم اجعلها هي، اللهم إن كانت الخير فبارك لي فيها، يستخيرون ويختارون، أراهم وهم يتوسلون في صمت، يبدلون النظر بين السماء، ووجوه حبيباتهن -باعتبار ما سيكون إن شاء الله-، كأنهم يسرّون إلى السماء بأمرٍ ما؛ أجل هذه هي التي أقصدها. .. أحب لحظات الفرح، الارتباط، الخطبة وعقد القران والزواج والإنجاب، كل حدث مهيبٍ يوطد ركنًا جديدًا في القلب، يدق وتدًا لا ينفلت حبلٌ وُثق به، يثبت عمودًا يحمي الخيمة من الانهيار في شديد العواصف، يبني حصنًا لا ينهدّ بضرب الرماح ولا برمي السهام، أرى أبطال هذه اللحظات أقمارًا في السماء، لا يشغلهم من الدنيا إلا أعلى ما فيها، يطيرون وليس في بالهم إلا كلام العيون، وأمَل السباح المبتدئ في قوة يديه ولطف الله، ومتانة طوق النجاة، وفي صدورهم الكثير من الحديث الذي لا يبوحون به، وإنما تثبته لهم، وبهم، الأيام. .. أحب أن أرى العصافير، حين ينقلون إلى أحد فروع الشجر، قشتهم الأولى.
"يتسائلون عن سبب رفضي للزواج حتى الآن ، أولا يعلمون أن مثلي لا تحصر فكرة الزواج في مجرد فستان زفاف وعُرس والسلام، الزواج رحلة لن أقبل بها رفيقًا سوى رجلاً إختاره عقلي قبل قلبي ، وليذهب قطار الزواج إلى الجحيم إن لم يأخذني للجهة التي أريدها وأجد بها راحتي ، فالزواج لا يكتمل بضل رجل بل برفيق تحلو به الحياة ، زوج يسير على خُطى النبي الكريم ، ليس شرطًا أن يكون فقيهًا أو عالمًا ، بل يكفيني سعيه للآخرة وجهاده المستمر لنفسه ، يكن لي معينًا على طاعة اللّٰه ، فلا يكفيه العيش معي في الدنيا ، بل نسعى سويًا لتكتمل رفقتنا في الجنة ، أريد شريكًا حقيقيّ تتحد أهدافنا فنعمل معًا على تحقيقها ، أريد رجلًا يفخر أبنائي به ويتخذون منه قدوة."