اليوم يومٌ جديد ابدَأهُ بالنظر لشي جميل كوجهك مثلاً ?
تباً للإحراج 🤦🏻♂️
كم مرة تعطي فرصة ؟.
ما بينعدو 🌚
لوّ كنت واقف على منصةٍ عالية في مكان عالٍ وأمامك مايكروفون ، والنّاس جميعاً في هذا العالم واقفون ينظرون إليك وينتظرون ماذا ستقول . فماذا ستقول لهُم ؟ ?
في مثل هذا الشهر و منذ اكثر من 5سنوات سألني شرطي عند بوابة المغادرة في المطار دمشق إن كنت أحمل شيئا ممنوعا قبل تفتيشي .. أجبته بلا .. و بعد تفتيشي أذن لي بالعبور ، عبرت البوابة دون أن ترنّ أجراس الإنذار و دون أن يعثر الشرطي على ما أحكمت إخفاؤه ، لقد فتَّشوا داخل سترتي و حذائي و "سروالي" و جواربي ، لكنّهم لم يفتّشوا داخل قلبي و مخيّلتي و ذاكرتي ، لقد نسوا أن يُفتّشوا أين تُخبّؤ الجراح و الطعنات و الآلام و الذكريات و الهموم و الشّوق و العذابات ، نسي الشرطيّ أن يسألني إن كنت أحمل كرها أو حبّاً لفظني على قارعة الحياة مثلما تلفظ البحار جثث الحيتان و الأخشاب و حطام السفن و قوارير مغلقة دون رسائل و جثث المهاجرين الذين تصنّفهم دساتير العالم و قوانينه المافيوزيّة المقيتة على أنهم غير شرعيّين ، نسي أن يسألني إن كنت أخبّؤ نقمة و حقداً بين ثنايا شراييني و طيّات الذكريات ، غادرت و في القلب حرقة مخبّأة منذ أعوام ، إجتزت بوّاباتهم و أعوانهم ، دون أن تدقّ أجراسهم و قبل أن تنبح كلابهم ، عبُرت دون التفطّن لما أحمله من دَمار و حطام إنسان يحاول ترميم نفسه مثل تمثال لا زال النحّات يدقّ جوانبه بمطرقة ، و مع كلّ ضربة تخرج شرارة في شكل وجع و ألمٍ ، مثل فرعونٍ محنّطٍ منذ ألفي عام لم تُعرف له هويّة و لا زال يحتفظ بغموض ملامحه السّاخرة ، مثل جنديّ حارب مئة عام من أجل رقعة أرض ثمّ دُفن في مقابر الأعداء دون شواهد على قبره ، مثل لغمٍ ينتظر من يدوسه فلا ينفجر ، بل يُطبقُ على قدميه و يجرّه إلى الأسفل ليُريه عذابات الأوّلين ، هكذا هي الأوطان أنجبتنا و أودعتنا الملاجئ دون الإعلان عن اندلاع المعركة و نهايتها ، نحمل بصمات أيادي و أصوات غير بصماتنا ، فنحن أولائك الذين يصعب التعرّف عليهم ، نولد و نموت مجهولي الهويّة في أوطان قالوا لنا يوماً أنّها أمّهاتنا.. 🖤💔