01.23
بعيدا عن الحكايات التي تجذب الأذواق الرخيصة؛ عن المحبين في الوادي الأدنى من القصص العادية، عن الذين يلتقون بلا عذاب شوق، ويجتمعون بلا حرارة توْق، ويتواطؤون مع الأقدار فيذهبون معها أينما كانت، ويلخصون الحب في صور لم يدفعوا عناء الوصول إليها؛ كل شيء كان سهلا؛ وإننا لم نعرف عن الحب إلا صعوبته.
..
لكن.. قريبا من المساكين؛ المحبين الذين يدفعون أعمارهم من أجل أن تُسجل أسماؤهم في قائمة العشاق، المبعَدين بالغربة أو السجن أو الأهل أو الفقر، المحاربين ضد كل شيء مقابل شيئهم الوحيد الباقي. هؤلاء الذين يكتبون قصصهم بمعين عيونهم، ويحفظونها في صدورهم خشية التسرب، ويكتمونها بينهم إلى أن تتم فيعلنوها صارخين، أو لا تتم فيموتوا بها كمدا، ولا تموت هي في دواخلهم.
..
يا معشر العاشقين.. عزاؤكم أنكم لست مكررين، وأن قصصكم المكتومة هي التي تذيع وتبقى، وإن أشهر ما اقترن بالحب من ألفاظ كان الحب "العذريّ"، وعذرة هي قبيلة فيها حبيبان غدرت بهما القبيلة فزوجت الفتاة لثريّ وقالوا للفتى بأن حبيبته ماتت؛ وحين اكتشف الحقيقة جُنّ حتى مات. مات عروة وماتت العفراء، وبقي الحب العذري من بعدهما عزاء للمحبين.
View more