"جئت لأقول يومها،
إنّ الحب وحده لا يكفي فعلاً،
لكنّه يستطيع أن يكون علاجًا للكثير من الهاويات،
منها الوحدة،
الخوف،
المرض،
والحزن.
جئت لأخبرك أنّك وحدك من بين السبعة مليار على سطح الأرض،
وسبعة بقدرهم على كلّ كوكب لو تواجدوا،
تهمّني،
بابتساماتك المنطفئة،
بغمرة فرحٍ تندسّ في ملامحك،
بشحوبك،
بانتصاراتك،
بهزائمك،
بتعبك،
باوتارك،
بشرايينك،
بخلاياك، ودمّك.
جئت لأقول إنّ الأيادي تتعب،
لكنّها لا تتقطع،
الأصوات تهدأ لكنّها لا تتلاشى،
الكلمات تقف أحيانًا،
يستعصي عليها الخروج،
لكنّها تختبىء،
والوقوف لمدّة طويلة بعكس التيّار
يأكل القلب،
لكنّ القلوب تعاود بناء جدرانها ما دامت تنبض حبًّا.
جئت لأقول أننّي أيضًا متعبة للغاية،
أدور حول نفسي،
عالقة في ذات الفاصلة منذ زمن،
تنفذ طاقاتي،
تحترق كلّ تذاكر العودة التي بحوزتي
واحدة تلو الأخرى،
أتحوّل تدريجيًا
من امرأة إلى عجوز أرملة،
فقدت زوجها الذي لم تنجب غيره،
أحاول التماسك
لكنّي انفرط بصمت مثل مسبحة،
أطير بعيدًا بروحي
لكنّ جسدي إتخذ وضعيّة التحنيط دون معنى.
جئت لأقول
ثمة دروب نختارها ولا تسعفنا،
وأخرى نصنعها كي نصير واحد،
كي نظلّ قادرين على الاعتناء بالورود،
الموسيقى والكتب.
جئتك
من بين كلّ الكلمات القاسية،
القرارات المستحيلة،
الآلام الموشومة في قعر قصّتنا،
الكثير من الرّفض المتدفق في وجه هذا الحبّ،
لأقول ما لم تقله لي يومًا،
لكنّي فوجئت بمن أمامي،
كنت أبحث عنك،
وكأن قلبًا تفجّر في المكان،
ودسّت اشلائه في حقيبة،
قذفها صاحبه في وجهي،
ورحل."

View more